الخميس، 31 مايو 2012

سحر القصص الشعبي.. لحظة من الذاكرة

سحر القصص الشعبي.. لحظة من الذاكرة..


يسعد القمر إذا ما رآنا نلتف حول نوره وقد أظلمت دارنا لانقطاع أضوائها، يدرك في أعماقه إنه مثلنا تماما سيستمع لحكاية مفعمة بسحر الماضي وعبق التراث التليد، حكاية لا تفقد متعتها مهما تكرر سردها ونقلها نسيم الليل عبر الطرقات والمساحات..
أمي منذ طفولتي تقص على مسامعي  قصص تناقلتها أمها عن جدتها وجاراتها نساء الحارة القديمة، حكايات عن خرافية النسج، عبقرية المعنى، حلوة السرد، عجائبية الأحداث والعبر.. تحكي لي عن سر الجمل حامي شجرة الرمان التي تثمر ذهبا، وعن الفتاة المعذبة من زوجة أبيها التي ستتزوج ثعبانا يسعدها في حياتها، تحكي لي عن الطفلة ابنة السلطان التي إن بكت أمطرت ذهبا وإن ضحكت انهمرت فضة، وعن الأخوات الثلاث الآتي ظلمن أختهن الصغيرة فكانت أسعدهن حياة بزواجها من ابن سلطان تلك البلاد، وعن الفتاة التي تنكرت بإهاب الكلب هاربة من مصير تكره لآخر انتهى بفرحة دائمة..
لم تتجاوز حكايات أمي الست أو السبع، ترددها علينا دائما ونطالبها في أي فرصة سانحة بتكرارها وإعادتها، فتعيدها بذات الأحداث المعروفة وبألفاظ تتباين أحيانا كثيرة، مما يكشف متعة الحكي الشفاهي، ففي كل مرة تسمع الحكاية تبدو لك جديدة في تفاصيلها لجدة الألفاظ المستعملة في سردها تبعا لحالة السارد وجوه النفسي وما تؤثر به البيئة الآنية عليه..
تأخذنا خيالات أبطال قصصنا لأزمان أخرى، وتكشف لنا حقائق كامنة في أعماق النفس البشرية حاول أجدادنا عرضها بما تأتى لهم من خيال وخبرة لونوا بها كلماتهم  وأفكارهم ومشاعرهم، وتناقلوها في جلساتهم ومسامراتهم، تسلية، ومنفعة، وتأصيلا لحياة هم عاينوا تفاصيلها وعاشوا لحظاتها.
تلك الحكايات القصيرة المعدودة، جعلتني أدرك عمق التراث الشعبي الذي طواه ماضينا وتباطئنا عن جمعه ودراسته رغم غزارته وثرائه، ففي كل ناحية من بلادنا اجتمع قوم وألفوا وحكوا وسردوا قصصا متنوعة أحداثها، متباينة معانيها، لكنما متفقة عبرها الناتجة من خبرة تنعكس حكمتها في فكر الجماعة والشعوب مهما تباعدت، وجهلت مقولة بعضها بعض؛ ذلك لأن الحياة هي الحياة، تملي على كل فكر أينما كان حقيقة وجودها ومنتهى غايتها وجوهرها.
أعني بذلك أنه مهما تباينت هذه الحكايات من حارة إلى حارة، وبلد إلى بلد، وقبيلة إلى أخرى، وشعب إلى شعب، فإننا عندما ندرس فحواها سنجد الحكم والعبر نفسها تقريبا، والظلم نفسه، والعدل نفسه، بل والنهاية المفرحة المنصفة نفسها تقريبا، لأنها تمثل أماني البشر، التي جعلتهم يؤلفون خيالا منصفا يتأملون حصوله أمامهم في الدنيا المتقلبة مصائبها وحوداثها عليهم.
تراث ثري، وحكايات تسرد لنا نواح نفسية واجتماعية في قلب الإنسان العماني، تحكي مرارة الفقر مقابل ترف الغنى وجوره، تحكي حب الجمال جمال الروح والنفور عن قبح النفس أمام جمال المحيا، تحكي عن الرزق الذي سيئول لصاحبه وإن طال الزمن ما دام مؤمنا بالله تعالى. عن معاناة الفتاة في بيتها أو بيت زوجها وحُلمها الدافئ ببيت أميري المعشر، طيب الأصل. تحكي عن قسوة الإنسان حتى على أخيه، وأيضا عن رحمة الإنسان ورفقه ببنيه، وتضحيته من أجل مبادئه، وشهامته حتى أمام أعدائه. هذه القصص تعلمنا كيف يربى الإنسان ليغدو رجلا صالحا، أو وغدا طاغية.
كيف نشأت؟ لا ندري، من ألفها؟ لا ندري.. من سردها؟ أيضا لا ندري! ما نعرفه أنها بين أيدينا، وأن لها جوانب اجتماعية ونفسية وأدبية ولغوية جديرة بالدراسة! لعلها نشأت هروبا من واقع أو انعكاسا لواقع، لعل عجائبيتها نتيجة عبقرية نادرة وخيال جامح.. لعلها ولعلها.. وهي كلمة كفيلة بإثارة الخيال وحب اكتشاف كنهها وتأثيرها وأهميتها في أفكارنا وسلوكياتنا وحياتنا اليوم..
كم نشعر بالحنين إليها؟ كم فتحت عقلي للمقارنة بينها وبين ما تلتقطه عيني من قصص ورسوم جاءت عبر التلفاز من شعوب أخرى، تفاجئونا بتشابه تفاصيل الحكايات أحيانا لدرجة كبيرة فضلا عن عبرتها، مثلها مثل حكاية بنت السماك التي أطلق عليها " حكاية سندرلا العمانية" وهو الأمر الذي لا أتفق معه قط، فالشهرة ليست حكما منصفا ننسب إليه وجه الشبه بين تراث الشعوب، فلكل خصوصية تستحق الاستقلال بدراستها، حتى لو درسناها دراسة مقارنة، فلماذا ننسب حكاوينا لمجرد التشابه الذي يبدو طبيعيا كما ذكرت في ذهن الجماعة ـ لماذا ننسبه للأشهر بغض النظر عن الاختلاف وعن زمن الروي وظروفه!
ذات مرة وقعت بين يدي حكايات من ظفار نشرت في كتاب وكانت فرصة للمقارنة بين ما سمعته في الشمال المختلف ثقافة لا ننكرها عن الجنوب المميز بتراثياته وثقافته وأهله الطيبين، ولم يخفَ التشابه والتباين أيضا كوضع طبيعي في القصص المروية..
من أي فكر ساحر جاءت؟، وبأي عبر لمّاحة عن نفس الإنسان نبأت وأخبرت؟ ومتى تقر أعيننا بجمع هذا التراث الشعبي الذي ينعكس في كتابات أدبائنا الحاليين أحيانا كثيرة، حتى نقرأه بتمعن أكثر وندرس خصاله، بل ونعيد إحياءه ورسمه وإخراجه كهوية  لا يستغنى عنها في أدبنا العماني؟

الأربعاء، 30 مايو 2012

مبارك لصاحباتي التخرج


أدعوكن لنجتمع ونبذل جهدنا في تقديم أعمال تنفعنا وتنفع مجتمعنا لحين إكمال طموحاتنا بالعمل أو الدراسات العليا :)

سيدي صاحب الجلالة.. لك كل الاحترام والتقدير



رؤى
بلغ السيل الزبى*

الحليم هو فقط من يدرك معنى إكرامه، وطولة البال لا تكون إلا لمن يستحقها، والتعامل بالحسنى علينا أن نتخير له أصحابه، أما من أسفر عن سوء معدنه وتمادى في قباحة أفعاله، فليس له من كل ما ذكر سابقاً من شيء.
في حياتنا العادية لا يمكن لنا أن نتجرأ على بعضنا البعض بقبيح القول، لأسباب عدة، على رأسها قيمنا الإسلامية السامية التي لا ترضى لنا ذلك، وعاداتنا وتقاليدنا كشعب مشهود له باحترام الآخرين ـ فكيف باحترام بعضه البعض ـ.. ومظلة القانون التي تكفل للجميع حقوقه وعدم المساس به.. ولكن يبدو أن ثمة فئة لا تلقي بالاً لكل هذا، فباتت تقترف بذيء القول بصورة سافرة لم يسلم منها حتى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة.
والسؤال المطروح بقوة هنا: أين يد القانون من هؤلاء، هل شلت أم قصرت عن الوصول اليهم؟!! وكيف يمكن السماح لهذه الفئة أن تتجرأ على المقام السامي دون أن يرف لهذه الأجهزة جفن، وكأن من تعدت عليه هذه الفئة ليس القائد الذي سخر حياته لرفعة وبناء هذ البلد!!
أكثر من سنة مرت ونحن نطالع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الالكترونية كلمات لا تليق فى حق المواطن البسيط فما بالك بالمقام السامي ـ حفظه الله ـ وفي كل مرة نصطدم بجدار الحلم والتعامل بطولة البال . واعتقد ان هذا أمر لا يحتمل السكوت عليه أكثر مما حدث، لان من أمن العقاب أساء الأدب خاصة ان كافة بنود القانون العماني واضحة وصريحة في منع الاساءة للاخرين وكذلك صون الذات السامية، ولا ادري لماذا لا تفعّل الحكومة هذه المواد، فلم نعلم عن أي دولة يتم فيها التطاول على هرم السلطة بهذا الحال ولا يتم تحريك ساكن جميعنا يريد إيقاف هذه الفئة عند حدها.
أقف مندهشاً كيف ينتفض رجال الأمن والقانون إذا ما اعتدينا على بعضنا البعض بقبيح القول، ولا يلتفتون الى مشاعر الحب والاحترام والتقدير التي نكنها لقائد خبرنا معدنه وعشنا معه سنوات البناء!! ونقولها بالفم المليان: لا نريد الحلم ولا الصبر على من يتطاول على المقام السامي، بل نريد من القانون أن يأخذ مجراه.
* سالم الرحبي/ جريدة الوطن/30/5/2012م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقيقة فرحت جدا عندما قرأت هذا المقال، فقد عبر عن جزء مما في نفسي وكنت أود أن أنثر حرقته هنا!
ففعلا يتمادى كثيرون في مواقع الاتصال الاجتماعي في التقليل من احترام وتقدير قائد هذه البلاد الذي أفنى عمره لأجلهم وأجلها، يسخرون، يتذمرون، يطالبون.. لكن أبدأ لا يكلفون أنفسهم التحلي بقيم الحوار ومبادئ احترام الآخر أيا كان في نقاشاتهم ومطالبهم..
ذات مرة قرأت لأحدهم متشفيا متعاليا يقول أن شباب عمان  اليوم ليسوا شباب ما قبل  فبراير2011م!! فعلا صاروا أقل احتكاما للعقل، سطحيو النقاش، يفتقرون للنقد البناء، لا يؤمنون أن الرزق على الله لا الحكومة وعليهم السعي، لا يعقلون أن للمطالبة الحقة قيم ومبادئ.. والأدهى لا يعترفون بفضل أحد، حتى السلطان الذي عاملهم بحلم وصبر ولبى مطالبهم بأمانة، نسوا ما عليهم من واجبات وصاروا يحاسبون المسؤول ويراقبون أفعاله بنشوة الحرية المفتقرة للضمير، و نسوا مراقبة أنفسهم واتقانهم لأعمالهم.. يتركون العمل ويغردون ويتصفحون الفيسبوك ويشاركون بحماس الجاهل!!..
إن ما نراه من حولنا كل يوم هو ناتج عن أزمة أخلاقية تطال جميع فئات المجتمع بصورة عجيبة!! نفاق، فساد، عدم اخلاص واتقان في العمل، مطالبة بحقوق دون أداء واجبات، عدم الاجتهاد والتوكل على الله، انعدام ثقافة الحوار البناء.. وغيرها، المهم ليس اصلاح الأمور وتقديم المشاريع والبرامج، المهم إطلاق لفظة (بطل) على أحدهم، والبحث عن زلة وخطأ الآخر بعنف...!
وآه على قيم الاحترام، لو توفر في الضمائر ما كانت الأمور هكذا.. بصدق يمكن حتى أن تكون قاسيا لكن محترما لذات الآخر!
بودي أن أقول... ولكن اكتفي وألوذ بالصمت.

الاثنين، 28 مايو 2012

كلمات ملونة!!!!

"المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تحدث" أينشتاين

النظر للبعيد ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل المتوقعة فن في إدارة الحياة




"أردتها سلمًا وأرادوها حربًا" حروف عربية :)

يبدو أن هذا الواقع الذي سيحدث قريبا.. والحياة كفاح :(


انتظار!


عندما تجد أن كل الظروف ضدك يجب أن تتذكر أن الطائر عندما يصعد لابد أن يكون ضد الريح ! ..” د. إبراهيم الفقي


لماذا تعاديني الأيام، وتقف ضد طموحاتي؟... لماذا بعد كل ذلك الجهد تخيب الآمال؟..
 أليس وعدتنا يا ربُّ الأفضل؟ أنا ما زلت أنتظر ذلك الأفضل والأجمل..

الأحد، 27 مايو 2012

العقيق10/ الصديق والصداقة

استمتعوا بقراءة هذا العدد من العقيق..

ستصدر مدونتي عددين آخرين بإذن الله

وفي شهر رمضان المبارك ستكون معكم نشرة أسبوعية خاصة

بعدها تعود العقيق بحلة جديدة..

تابعونا..

الخميس، 24 مايو 2012

في الخاطر خبر


-         سأقذفك خارج الكرة الأرضية.. مزعج!!

-         كم يدعي الفضل ناقص!!

-         جزر وليمون وفلفل وملح = وجبة لذيذة.. يم يم يم!

-         الجملة الوحيدة التي أسفرت عنها دورة العربية لغير الناطقين بها: خايوه فتح باب (الترجمة: خالوه  فتح باب/ أي خالتي افتحي الباب بالفصيح)!!

-         عندما لا تجد أحدا يسمعك .. اكتب.. فالورقة كفيلة بأن تنصت لقلمك.. (شكسبير)

-         لو كانوا سألوني كل تلك الأسئلة عن المثالية قبل عامين أو ثلاثة، لكانت كل إجاباتي نعم وبقوة..!

-         قال: شكرا لكل من قال لنا: لا. كان ذلك دافعا للتطور..

-         اللهم اجعل دائما اجتماعنا في خدمتك ثم خدمة المجتمع..

-         الذي خلق لك قلباً يعرف الحب دون آن تسأل، هل تراه يحرمك حبيبا وأنت تسأله ؟! لا والله .. لكنه لكل أجل كتاب والحب الحلال سيأتي في الميعاد … فقط توكلوا على الله وتقربوا إليه. (أحمد الشقيري)... ذكرتني بمقال قرأته حول اعتدال الحب في الإسلام! ملخصة لا عشق لا هيام ولا تعلق مفرط يذهب العقل، ولا نفور وكراهية عمياء، ولكن اعتدال وتوسط في المشاعر..

-         موقع الألوكة طرح مسابقة بحثية في القيم والأخلاق، وأنا أريد أشاااارك L لكن لا أحد معي!.

-         النتائج.. النتائج.. ماذا تقول النتائج؟؟؟

-         كن شريفا أمينا، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة لـ عباس محمود العقاد ..

-         كلما اقترحت عليه أن يقرأ، يجيبني: لا أريد! إذن ماذا ستفعل في صيفك يا فتى؟

-         الصغاااار يريدون مسابقة جديدة! يقترب رمضان حيث بدأنا أول مسابقة بالمدونة، كان لها طعمها المميز والخاص، رغم أننا معا قمنا بعمل مسابقات كثيرة قبل ذلك وأمسيات جميلة من إبداع الطفولة في كل إجازة مضت..



الأربعاء، 16 مايو 2012

من حقوق المسلم على المسلم.. مقال أعجبني

من حقوق المسلم على المسلم

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر
الحمد لله وحده، وبعد:

فإن المسلم الذي يشهد شهادتنا، ويصلي صلاتنا، ويستقبل قبلتنا، ويأكل ذبيحتنا مصون الدين والدم، محترم العرض والجسد والمال، فلا يجوز أن يسب ويؤذى، فضلا عن أن يعتدي عليه بشيء من هذه الأمور إلا ببرهان شرعي واضح، وحجة قاطعة، بل الواجب حفظ حرمته ونصحه والنصح له حاضرا أو غائبا، حيا أو ميتا، ديانة لله تعالى، وأداء لحق المسلم، رغبة في المثوبة، وحذرا من أليم العقوبة.ولقد أثنى الله تعالى على أهل الإيمان الكامل بعفة اللسان، وطيب القول، والذله على المؤمنين، والرحمة بهم، والعزة على الكافرين والشدة عليهم، ووعدهم على ذلك رضوانه وفضله وكرامته.وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم والظن فإن الظن، أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا, ويشير إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه، وعرضه، وماله)) الحديث؛ رواه مسلم.
 
وعليه؛ فمن حقوق أهل الإسلام على المسلم:
1-
أن يسلموا من لعنه أي سبه وشتمه، والدعاء عليهم بغير حق شرعي ظاهر الحجة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كُفرٌ))؛ متفق عليه.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه)) كذلكم رواه البخاري ويكفي قول الحق تبارك وتعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} ، وما ذاك إلا لأن الذي يكفر، أو يفسق، أو يبدع بغير برهان قائل على الله تعالى بلا علم، لأنه إذا قال فلان كذا، أي كافر، أو فاسق، أو مبتدع، فالمعنى أنه عند الله كذلك , ولا يخفى خطأ القول على الله بلا علم، وأنه أكبر الكبائر.
2- 
ترك ذكر الأموات من المسلمين بسوء، لأن ذلك من أذيتهم، والتعدي عليهم، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسُبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))؛ رواه البخاري.3- ترك هجر المسلم فوق ثلاث لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))؛ متفق عليه، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار))؛ رواه أبو داود بإسنادٍ على شرط البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه))؛ رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ.

وإذا كان هذا شأنُ الهجر فهو بين الأرحام والأخوان في الله أعظم إثما، وأشد جرما، إلا إذا كان الهجر لأمر ديني ترجحت مصلحته بكونه يردع المهجور عن غيه، ويعيده إلى رشده أو يزجر غيره عن فعله، أما إذا كان لأمر دنيوي أو حظ نفس، فلا يجوز فوق ثلاث، كما حدَّد ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم، فإن الهجر من أجل الدنيا، وحظ النفس فوق ثلاث يكسب الهاجر عظيم الإثم، ويحرمه من المغفرة، ويدخله النار.

وفي (الصحيح) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُعرَضُ الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امرىءٍ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا))؛ رواه مسلم.
4- 
ترك الغش في البيع والشراء والمشورة والنصيحة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من غشَّنا فليس مِنَّا))؛ رواه مسلم.5- وجوب أداء الأمانة والحق، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وقال تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ...} الآية، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخُنْ من خانك))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مطل الغني ظلم)) أي: منعه الحق الذي عليه لأخيه، والتسويف بأدائه ظلم يحل عرضه وعقوبته.6- ترك احتقارهم والسخرية منهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ...} الآية، وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ  ... الآية}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بحسب امرىء أي يكفيه من الشر- أن يحقر أخاه المسلم))؛ رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الكِبر بطر الحق - أي: رده ودفعه - وغمط الناس أي حتقارهم)).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان - أي: لاحتقاره في دينه وتزكيته لنفسه عليه وإعجابه بعمله - فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألَّى عليَّ - أي: يحلِف ويجزم عليَّ - أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرتُ له، وأحبطت عملك))؛ رواه مسلم.
فالواجبُ على المسلم أن يعرف لأهل الإسلام حقَّهم، وأن يحذَر من أذيَّتهم، وأن يتقرَّب إلى الله بحبِّهم، والإحسان إليهم.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


رابط الموضوع:

الثلاثاء، 15 مايو 2012

حملة كلنا أنت


كم أحترم الأشخاص الذين يستثمرون جماهريتهم لخدمة المجتمع..
لله درك، وآكل التوفيق لهذه الحملة بشدة، وأن تحقق غايتها في تغيير
نظرة المجتمع للمريض النفسي، وقبل ذلك التعرف عليه ومساندته..
كلنا أنت.. وأنت عمان

أسأل الله العافية للجميع:)

(د) دبور يفدي وطنه

(د)
"دبور" يفدي وطنه

عندما وقف دبور على نافذة صاحب المزرعة، أدرك أنه يستمع لحديث خطير جدا، فقد كان صاحب المزرعة التي يعيش فيها عازما على القضاء على خليته! وطنه الذي يضمه وجميع رفاقه!
فكر دبور بسرعة، ليس هنالك متسع من الوقت لينذر رفاقه في الخلية، فصاحب المزرعة منزعج جدا منهم وقد أخذ يستعد للفتك بهم، رغم أنهم لا يؤذون أحدا ما لم يؤذيهم، فلماذا يريد تشريدهم عن خليتهم؟
قرر دبور أن يدافع عن خليته ولا يسمح لصاحب المزرعة بتفريقه عن رفاقه وأهله، لذا اختبأ خلف الباب وما إن فتحه صاحب المزرعة حتى هوى عليه دبور بسرعة ووخزه بقوة، ثم أتبعه بوخزة أخرى، وهرب بعدها من فوره لينذر رفاقه، فما فعله كان كفيلا بتأخير صاحب المزرعة.
لكن صاحب المزرعة استشاط غضبا، واندفع نحو الخلية، وما إن وصل حتى رأى ما أفزعه بحق! فقد وقفت جميع الدبابير تحيط بالخلية بثبات مستعدة للتصدي له، وكان دبور في المقدمة، وقف هنالك ليقول بحزم: لن ندعك تقضي على خليتنا إنها وطننا الذي نحبه ونفديه، نحن لن نؤذيك إذا لم تؤذنا، ولكن إن عزمت على الفتك بخليتنا فسندافع عنها ولن تنفع كل المبيدات في ردعنا عنك..
نظر صاحب المزرعة لكل الدبابير وأدرك أن السلام هو الحل الأمثل في مثل هذه المواقف، فابتعد عنهم مقررا الإبقاء على الخلية.

(خ) الخروف الكذاب


(خ)
الخروف الكذاب

كان الخروف الأبيض يحب اللعب مع رفاقه من حيوانات الحارة، غير أنه يستمتع بإغاظتها وإزعاجها بتصرفاته وكلماته، وكان يثرثر كثيرا كثيرا في كل شيء حتى لا يعرف صدقه من كذبه!
ذات مرة كان يلعب مع رفاقه بالكرة، فسقط أرضا مدعيا الألم، خاف أصدقاؤه جدا وهبوا لمساعدته وهو يتلوى ويئن، وعندما انطلق أحدهم ليطلب المساعدة انفجر ضاحكا باستمتاع لسذاجتهم، غضب أصدقاؤه واستاءوا من تصرفه، فوعدهم بعدم تكراره، غير أن وعده كان كذبا، ففي كل مرة يلتقون فيها يقدم على تصرف أحمق!
في ذلك اليوم قرروا الذهاب في رحلة استكشافية للحصن القريب منهم، وهناك اندفع الخروف الأبيض ليصد درجاته، فاختل توازنه وسقط، شعر بألم شديد وصاح يطلب النجدة من رفاقه، فالتفتوا إليه منزعجين، وهتف أحدهم: يا لك من خروف مزعج كذاب، لماذا تفسد علينا متعتنا بأفعالك هذه؟! لن نصحبك معنا مجددا ولن نلعب معك مرة أخرى.
وانصرفوا بسرعة عنه وهو يصيح من ورائهم بأنه مصاب فعلا! لم يلتفتوا إليه وظل على حاله حتى المساء، فقلقت عليه أمه، وذهبت تبحث عنه، ووجدته في مكانه يبكي بحرقة فقد تعلم درسا قاسيا.

الجمعة، 11 مايو 2012

التحدي الجديد.. أشرقي يا حروف


بداءة جديدة.. تحدٍ متهور جديد!!
-        مساء الأمل والعطاء مدونتي الغالية، كم أنتِ خضراء مثل قلوب أحبتي!.. يمنحني رونقك إشراقًا وصفاء يجعلني أتذكر أني زرعتك في قلبي منذ عامٍ مضى، وها أنتِ الآن مزدانة بنضارة براقة، وخضرة وضاءة.. يا من ضممت حرفي بأمان وحنان.. أنا مثلك اليوم خضراء.. ومسائي أخضر!!
-        أصدقائي الأعزاء: نديم (فأري الحريري)، بسّام (كرتي الحمراء المبتسمة)، نابغة (حلزونتي الإسبانية مقصوفة الرقبة).. رافقتموني ميداليات على حقيبتي طوال دراستي.. وفقدتُ كل واحد منكم في ظروف مغايرة.. شكرا لكم، سأظل أذكركم دائما..
-        اللهم ألهمني الصبر.. سأبدأ من جديد، تحدٍ صامد نحو الأفضل.. في هذا الأسبوع أنجزت أمرا مهما في مهارات التغلب على انتكاس الحالة، ومهارات الاسترخاء والتفكير الإيجابي، وغدا خطوة أخرى، وموعدنا الأحد.. وسأكون بإذن الله بخير..
-        إذا ما طمحت إلى غاية * لبست المنى وخلعت الحذر! هكذا أنا أحب التحدي دائما، والحياة مجرد تحدٍ متهور يمكننا اجتيازه بالتحلي بالصبر والعزم.. ثمة مشاهدات عدة عززت في نفسي هذه الانطلاقة، وآمل أن تكلل بالشكر والتوفيق.. لا تستسلم.. لا تتوقف عن العمل.
-        أريد أن تفهمي يا نفسُ أمرا.. صحيح أنه رافقك منذ سني عمرك الأولى، ولملمت ألمه في فؤادك، صحيح أنك لم تشعري بمرارته إلا في العامين الماضيين، صحيح أن هنالك من تسبب في مضاعفته، وتحملت فوق ما تستطيعين.. لكن ذلك زمان ولّى ومضى.. والآن بين يديك عمر ـ ولو قصر ـ فبإمكانك تجاوز وجودهم في ذكرياتك، والتطلع بهمة للغد..
-        منذ الغد نبدأ الجزء الثالث من الخطة السنوية، انطلاقة مفعمة بالابتسام والخيال الدافئ من أجل إنجازات أسعدُ بها وحدي، ومبادئي: صدق، إخلاص، وأمانة، ومرونة متجددة، وتسامح.. ووداعا للذين خذلوا مبادئهم!

من قوانين العطاء..لا تكن شمعة

من قوانين العطاء..لا تكن كالشمعة!*

لا ريب أنك ـ يا صاحب القلب الطموح ـ  اتخذت لك مبادئًا راسخة  تمضي بها واثقًا وأنت تشق طريقك في الحياة، ولأنك تعلمت من الحياة أنه بقدر ما تعطي تنال، هذَّبت قلبك على البذل والعطاء والتضحية من أجل تحقيق أهدافك، وجعلت لك شعارات تستحضرها في كلَّ لحظة ضعف قد تمر بك، بل لعل رفاقك من حولك إن راؤك تخاذلت أو تعثرت بعثوا لك كلماتهم التي تستنهض قواك لتعاود الصعود نحو القمة آخذًا بيد من حولك لأنهم زرعوا في فكرك أجمل عبارات العطاء" كن كالشمعة تحترق لتضيء درب الآخرين".
تبدو هذه العبارة أحد قوانين العطاء التي أنتجتها الحياة،  وأقول قوانين لأنه فعلا لا توجد كلمة في قواميس الحياة إلا وتندرج تحتها مجموعة من الاشتراطات التي لو التزمت بها تحققت لك أمانيك، فالنجاح لن يكون إلا بمجموعة من الالتزامات، منها: (البذل، والتعب، والإصرار..) التي ستغدو مع الأيام رواسخ ترافق كلمة النجاح لدرجة تصبح معها قوانينًا إن خالفتها فقدت ما ترنو إليه بسهولة.
وكذلك العطاء، وبكل ما تحمله الكلمة من معاني النبل والرقي، ترافقها التزامات تغدو قوانينًا مع الزمن، وهذه القوانين وإن تباينت من جهة المعطي والمتلقي، فإنها تتكون في الفكر الجماعي نتيجة الظروف والأحداث التي يتشكل من خلالها مفهوم العطاء في أذهاننا، ولأننا اعتدنا ترديد عبارات مشهورة تبدو لنا براقة في ألفاظها، سامية في معانيها، غدت مفاهيمنا مرتبطة بها فإن خالفها الفرد، عادت الجماعة لتذكيره بها باعتبارها الفعل الأمثل الذي إن التزمته صرت ذلك القلب العظيم الذي تنحني له الجباه احترامًا، وإن حدت عنه نظرت لك العيون شزرا، بغض النظر عما قد يلحقه التزامك بمفاهيم الجماعة من أضرار أو إرهاق يوصلك لدرجة التحطم والاحتراق من أجل أن تكون النموذج الأمثل الذي يريده الآخرون!..
إن من الأمور التي تسترعي الانتباه ترديدنا لعبارة " كن كالشمعة تحترق لتضيء درب الآخرين" وهي العبارة التي دائمًا ما تخاطب بها، وتجدها تزين رسائلك البريدية، بل وقد تجدها معلقة على جدران غرفتك، والواقع عبارة في غاية السمو لو نظرنا إليها من جانب المتلقي بما يمنحه من تشجيع للمخاطب وحث لبذل أقصى طاقاته في مساعدة الآخرين، والأخذ بيدهم والرقي بهم بما يملكه من قدرات ومهارات خاصة لو كنت في منزلة القيادة والريادة. فتغدو نصب عينه ويرى فيها واجبًا عليه تأديته إيمانًا منه بأن ما يمتلكه من طاقات هي حق من حقوق الله تعالى يجب أن يرده بمنحه للآخرين. وهكذا مع الوقت تغدو قانونًا لصفة " العطاء" الحقيقي في أجمل معانيه.. الذوبان المصحوب بالإضاءة الناصعة من أجل من تحب.
إلا أن هذه المعاني تغدو وشاحًا خانقًا من جهة المخاطب الذي ستترسخ في ذهنه مفاهيم الذوبان والاحتراق كفعل نقي ما إن يجربه في الواقع حتى يكتشف أنه انمحى من الوجود؛ لأنه قبل أن يكون شمعة،  ونسي أن الشموع تضيء بقوة لمدة يسيرة حتى تذوب فلا يبقى لها أثر ولا تنفع نفسها بشيء، بل يستفيد منها الآخرون فقط، استفادة استغلال يتبعها نكران، فلن يحاول أحد إضاءة الشمعة مرة أخرى لاستحالة ذلك، بل سيبحثون عن غيرها ليمارسوا نفس الفعل الذي يتبعونه بالنسيان، وقلة قليلة من ستظل تذكر مآثر الشمعة المحترقة.
إن هذا القانون من بين قوانين العطاء الكثيرة  متحقق بلا شك في حياتنا، وهو موجود في كلِّ بيئة نستقر بها، حتى بيئتنا الجامعية؛ لأننا نشأنا في ظل فكر يدفعنا لتلقي من حولنا بكلَّ شفافية وطيبة، وحبًا أو سذاجة منا نسخر جلَّ طاقاتنا لخدمتهم قبل أن نكتشف أن شخصنا ذاب وأن شخصهم طفا، وأنهم لم يلتزموا بقوانين العطاء المتوقعة من جانبهم التي تحتم نسبة العمل لصاحبه وتقديره على مساعداته الدائمة بمصداقية تامة.
كم شخصٍ عرفت وقع في مصيدة " كن شمعة " فانتهى بالاحتراق التام أمام عينك وهو صاحب التميز والتألق الدائم الذي يستحق الانتباه له وراعيته من قبل المسؤولين والمعنيين، إلا أنه لم يحظَ بأي تقدير؛ لأن الآخرين الذين بذل جهده لأجلهم مؤثرًا إياهم في كثير من الأحيان ـ علموا أو لم يعلموا، أحسوا أو لم يحسواـ  اكتفوا بالاستفادة من نوره ليمشوا في طريق سهل نير حتى إذا ما بلغوا نهايته نسوا أنهم تركوا من خلفهم قلبًا احترق تمامًا لأجلهم، أو أنهم افترضوا أن ذلك جزء من واجباته فلم يحاولوا تقديم أي مساعدة حين احتاج لهم، ولم يقبلوا بأي تنازل من أجله.
كم موقفٍ مرّ عليك وجدت صاحبك في مأزق فمضيت معه برغم كل مشاغلك وبذلت كل نبضاتك لأجل مساعدته في مذاكرته.. مشروعه.. أعماله، ثم لحظة ردِّ الدين لم تجده قربك وهو الذي همس لك من قبل:  يذكرني فعلك بقولهم" كن شمعة تحترق لتضيء درب الآخرين" فما أجمل عطاءك! تقبلتَ الكلمات وكوّنتْ هي لها منزلا في فكرك حتى إذا ما استيقظتَ ذات صباح، اكتشفتَ أن خطأ عمرك ليس العطاء بما قد ينتج عنه من آثار مريرة في أحيان عدة مشوبة بلحظات الغدر، لكنه في قبولك أن تكون شمعة!!
كن معطاء كالبحر كالغيث بل أشد.. لكن احذر أن تكون شمعة، فالشموع لا تعرف غير الذوبان، والذوبان لا يليق ولا ينبغي لقلبك الطموح. جدد قوانين العطاء في ذهنك بحسب ما تطمئن له روحك واحذر قوانين الآخرين. واجعل عطاءك لذاتك مساويًا لعطائك للآخرين، فالاعتدال خير ملاذ لنفوس الباذلين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال الأصلي قبل تعديله لينشر في مجلة زلفى 7 بالجامعة.

الثلاثاء، 8 مايو 2012

زهور

سبحان الله قد يفرح القلب حين يجد شخصا بعيدا بخير وعافية

الوحدة قاتلة، والفراغ مؤلم..وملؤه نعمة

عذرا يا أنا!!

بغض النظر عن النتائج، سعدت بمقابلة اليوم

أينما كنتم، حفظكم الله ويسر أموركم


الأحد، 6 مايو 2012

لا تبكي

لا تبكي.. الأبطال أمثالنا لا يبكون!!
نعم فقط أنظري إليهم نظرة مرعبة وسيفرون!

لماذا أعود؟!

لماذا أعود؟!
وأنزف جرحًا..
وأذكر جودْ..

ودِّع الأيام وذكراها وأنظر للغد وعطائه..

عاتبتُ قلبي كثيرا: كيف يذكرها؟!

لأبي تمام:
لا تنكـروا ضربي له من دونه * مثلا شرودا في الندى والبـاسِ
فالله قد ضرب الأقل لنــــــورهِ * مثلا من المشكــــاة والنبـراسِ

ويح التواريخ حين تنزف ذكريات مؤلمة
ويح الأسماء حين تأبى الفرار من الذاكرة
ويح الأمس حين يصرُّ على الرجوع في كل غد

الناس قد تنساك، لكن الله لن ينساك.. فلا تحزن، لا تحزن، لاتحزن إذا إنسان غفل عنك أو نساك!

ربي أشعر بالحزن.. أبعده عني وأبدلني فرحا، يا ذا الوجه الأكرم والاسم الأعظم

سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي وتبْ علي وارزقني من حيث لا أحتسب

!

بطة جميلة وظريفة...
ما العلاقة بينها وبين ما أفكر به حاليا؟
لا أعلم!..

لو كنت بخير لتغيرت أمور عدة، لكن ما زلت لا أفهم ما الذي ينبغي أن يتغير حتى أعود بخير مثل الآخرين تماما!
تساؤلات عابرة..
والنار ناري والرماد رمادي!

ختاما:
تحدى الحياة.. توفق بإذن الله..
دربكم أخضر

قصص في ذاكرتي


قصص في ذاكرتي:
الابنة: للملك "المرأة تصنع الرجل"
هذه القصة من الحكايات التي لم تفارق ذاكرتي، تحكي عن ابنة ملك سمعت أباها يتحدث ممجدا الرجل زاعما أن الرجل هو من يصنع المرأة، اغتاظت الفتاة وواحهت والدها  علانية بأن المرأة هي من تصنع الرجل! جرّاء هذا التحدي زوجها والدها من أفقر رجل بالمدينة، قبلت به وجعلت تحثه وترشده وتسانده حتى غدا من أمهر الصائغين، وكان من أصلح خاتم الملك عندما عجز غيره من الصائغين، وعندما علم الملك أنه زوج ابنته أدرك أنه فعلا المرأة من تصنع الرجل!..
بغض النظر عن جدلية الحقيقة التي تتنازع حولها الآراء، شخصيا أؤمن أن للمرأة دور عظيم في بناء الرجل منذ طفولته حتى كهولته!.. ذكرني بهذه الحكاية خاطر مرَّ بي..
نعم المرأة تصنع الرجل فتجعله طموحا تواقا لخدمة دينه وأهله ومجتمعه، ويظهر هذا جليا في أفعاله وأقواله، أو تجعله مجرد شخص يغرد بالمقة والحب والشوق وتوابعه علانية!!!

سمى مروءته بـ"جابر عثرات الكرام"
قرأتها منذ سنوات عدة في كتاب أحلى الحكايات من كتاب ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي، قصة حدثت بين عكرمة الفياض وخزيمة بن بشر في عهد سليمان بن عبدالملك، فقد كان خزيمة مشهورا بالمروءة والكرم والمواساة، فساءت حاله، وابتعد عنه إخوانه وخلانه، فعزل نفسه في بيته، وكان عكرمة الفياض (سمي الفياض لكرمه وجوده) واليا على الجزيرة، ولما بلغه حال خزيمة، حمل له في ظلمة الليل مالا وفيرا، ولما حاول خزيمة التعرف عليه أجابه بأني "جابر عثرات الكرام"، تحسن حال خزيمة وقصد سليمان بن عبد الملك، فأخبره عن قصته، وعقد له الولاية، فعاد خزيمة واستقبله الناس واليا، وحاسب عكرمة ففضل عليه مال كثير، فطلبه من عكرمة فرد عليه:إني لست ممن يصون ماله بعرضه،فاصنع ما شئت. فأمر به فكبل بالحديد وحبس!!
لما علمت زوجة عكرمة وهي ابنة عمه بحاله، أرسلت لخزيمة "ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك في مكافأتك له بالضيق والحبس والحديد!" فلما ظهر له أن جابر عثرات الكرام غريمه، سارع إليه وأخرجه من السجن وأكرمه، بل وأخذه لسليمان بن عبد الملك ليعرفه عليه، من بعدها ظلا في خدمة سليمان  مدة خلافته!!
أخلاق رفيعة جدا تلك التي ارتبطت بذاكرتي من هذه القصة، ولعل سردي لها مختصر مخل لكن تفاصيلها تضمن عبرة كبيرة، وسموا نفسيا عظيما يكاد لا يتكرر في عصرنا..أطراف عديدة في هذه الحكاية وتضحيات عنوانها الآخر والمروءة.. لله درها من أخلاق!
ثمة حكايات أخرى.. لكنني أنثرها بسرعة