الأربعاء، 30 مايو 2012

سيدي صاحب الجلالة.. لك كل الاحترام والتقدير



رؤى
بلغ السيل الزبى*

الحليم هو فقط من يدرك معنى إكرامه، وطولة البال لا تكون إلا لمن يستحقها، والتعامل بالحسنى علينا أن نتخير له أصحابه، أما من أسفر عن سوء معدنه وتمادى في قباحة أفعاله، فليس له من كل ما ذكر سابقاً من شيء.
في حياتنا العادية لا يمكن لنا أن نتجرأ على بعضنا البعض بقبيح القول، لأسباب عدة، على رأسها قيمنا الإسلامية السامية التي لا ترضى لنا ذلك، وعاداتنا وتقاليدنا كشعب مشهود له باحترام الآخرين ـ فكيف باحترام بعضه البعض ـ.. ومظلة القانون التي تكفل للجميع حقوقه وعدم المساس به.. ولكن يبدو أن ثمة فئة لا تلقي بالاً لكل هذا، فباتت تقترف بذيء القول بصورة سافرة لم يسلم منها حتى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة.
والسؤال المطروح بقوة هنا: أين يد القانون من هؤلاء، هل شلت أم قصرت عن الوصول اليهم؟!! وكيف يمكن السماح لهذه الفئة أن تتجرأ على المقام السامي دون أن يرف لهذه الأجهزة جفن، وكأن من تعدت عليه هذه الفئة ليس القائد الذي سخر حياته لرفعة وبناء هذ البلد!!
أكثر من سنة مرت ونحن نطالع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الالكترونية كلمات لا تليق فى حق المواطن البسيط فما بالك بالمقام السامي ـ حفظه الله ـ وفي كل مرة نصطدم بجدار الحلم والتعامل بطولة البال . واعتقد ان هذا أمر لا يحتمل السكوت عليه أكثر مما حدث، لان من أمن العقاب أساء الأدب خاصة ان كافة بنود القانون العماني واضحة وصريحة في منع الاساءة للاخرين وكذلك صون الذات السامية، ولا ادري لماذا لا تفعّل الحكومة هذه المواد، فلم نعلم عن أي دولة يتم فيها التطاول على هرم السلطة بهذا الحال ولا يتم تحريك ساكن جميعنا يريد إيقاف هذه الفئة عند حدها.
أقف مندهشاً كيف ينتفض رجال الأمن والقانون إذا ما اعتدينا على بعضنا البعض بقبيح القول، ولا يلتفتون الى مشاعر الحب والاحترام والتقدير التي نكنها لقائد خبرنا معدنه وعشنا معه سنوات البناء!! ونقولها بالفم المليان: لا نريد الحلم ولا الصبر على من يتطاول على المقام السامي، بل نريد من القانون أن يأخذ مجراه.
* سالم الرحبي/ جريدة الوطن/30/5/2012م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقيقة فرحت جدا عندما قرأت هذا المقال، فقد عبر عن جزء مما في نفسي وكنت أود أن أنثر حرقته هنا!
ففعلا يتمادى كثيرون في مواقع الاتصال الاجتماعي في التقليل من احترام وتقدير قائد هذه البلاد الذي أفنى عمره لأجلهم وأجلها، يسخرون، يتذمرون، يطالبون.. لكن أبدأ لا يكلفون أنفسهم التحلي بقيم الحوار ومبادئ احترام الآخر أيا كان في نقاشاتهم ومطالبهم..
ذات مرة قرأت لأحدهم متشفيا متعاليا يقول أن شباب عمان  اليوم ليسوا شباب ما قبل  فبراير2011م!! فعلا صاروا أقل احتكاما للعقل، سطحيو النقاش، يفتقرون للنقد البناء، لا يؤمنون أن الرزق على الله لا الحكومة وعليهم السعي، لا يعقلون أن للمطالبة الحقة قيم ومبادئ.. والأدهى لا يعترفون بفضل أحد، حتى السلطان الذي عاملهم بحلم وصبر ولبى مطالبهم بأمانة، نسوا ما عليهم من واجبات وصاروا يحاسبون المسؤول ويراقبون أفعاله بنشوة الحرية المفتقرة للضمير، و نسوا مراقبة أنفسهم واتقانهم لأعمالهم.. يتركون العمل ويغردون ويتصفحون الفيسبوك ويشاركون بحماس الجاهل!!..
إن ما نراه من حولنا كل يوم هو ناتج عن أزمة أخلاقية تطال جميع فئات المجتمع بصورة عجيبة!! نفاق، فساد، عدم اخلاص واتقان في العمل، مطالبة بحقوق دون أداء واجبات، عدم الاجتهاد والتوكل على الله، انعدام ثقافة الحوار البناء.. وغيرها، المهم ليس اصلاح الأمور وتقديم المشاريع والبرامج، المهم إطلاق لفظة (بطل) على أحدهم، والبحث عن زلة وخطأ الآخر بعنف...!
وآه على قيم الاحترام، لو توفر في الضمائر ما كانت الأمور هكذا.. بصدق يمكن حتى أن تكون قاسيا لكن محترما لذات الآخر!
بودي أن أقول... ولكن اكتفي وألوذ بالصمت.

ليست هناك تعليقات: