الثلاثاء، 15 مايو 2012

(د) دبور يفدي وطنه

(د)
"دبور" يفدي وطنه

عندما وقف دبور على نافذة صاحب المزرعة، أدرك أنه يستمع لحديث خطير جدا، فقد كان صاحب المزرعة التي يعيش فيها عازما على القضاء على خليته! وطنه الذي يضمه وجميع رفاقه!
فكر دبور بسرعة، ليس هنالك متسع من الوقت لينذر رفاقه في الخلية، فصاحب المزرعة منزعج جدا منهم وقد أخذ يستعد للفتك بهم، رغم أنهم لا يؤذون أحدا ما لم يؤذيهم، فلماذا يريد تشريدهم عن خليتهم؟
قرر دبور أن يدافع عن خليته ولا يسمح لصاحب المزرعة بتفريقه عن رفاقه وأهله، لذا اختبأ خلف الباب وما إن فتحه صاحب المزرعة حتى هوى عليه دبور بسرعة ووخزه بقوة، ثم أتبعه بوخزة أخرى، وهرب بعدها من فوره لينذر رفاقه، فما فعله كان كفيلا بتأخير صاحب المزرعة.
لكن صاحب المزرعة استشاط غضبا، واندفع نحو الخلية، وما إن وصل حتى رأى ما أفزعه بحق! فقد وقفت جميع الدبابير تحيط بالخلية بثبات مستعدة للتصدي له، وكان دبور في المقدمة، وقف هنالك ليقول بحزم: لن ندعك تقضي على خليتنا إنها وطننا الذي نحبه ونفديه، نحن لن نؤذيك إذا لم تؤذنا، ولكن إن عزمت على الفتك بخليتنا فسندافع عنها ولن تنفع كل المبيدات في ردعنا عنك..
نظر صاحب المزرعة لكل الدبابير وأدرك أن السلام هو الحل الأمثل في مثل هذه المواقف، فابتعد عنهم مقررا الإبقاء على الخلية.

ليست هناك تعليقات: