الأحد، 6 مايو 2012

قصص في ذاكرتي


قصص في ذاكرتي:
الابنة: للملك "المرأة تصنع الرجل"
هذه القصة من الحكايات التي لم تفارق ذاكرتي، تحكي عن ابنة ملك سمعت أباها يتحدث ممجدا الرجل زاعما أن الرجل هو من يصنع المرأة، اغتاظت الفتاة وواحهت والدها  علانية بأن المرأة هي من تصنع الرجل! جرّاء هذا التحدي زوجها والدها من أفقر رجل بالمدينة، قبلت به وجعلت تحثه وترشده وتسانده حتى غدا من أمهر الصائغين، وكان من أصلح خاتم الملك عندما عجز غيره من الصائغين، وعندما علم الملك أنه زوج ابنته أدرك أنه فعلا المرأة من تصنع الرجل!..
بغض النظر عن جدلية الحقيقة التي تتنازع حولها الآراء، شخصيا أؤمن أن للمرأة دور عظيم في بناء الرجل منذ طفولته حتى كهولته!.. ذكرني بهذه الحكاية خاطر مرَّ بي..
نعم المرأة تصنع الرجل فتجعله طموحا تواقا لخدمة دينه وأهله ومجتمعه، ويظهر هذا جليا في أفعاله وأقواله، أو تجعله مجرد شخص يغرد بالمقة والحب والشوق وتوابعه علانية!!!

سمى مروءته بـ"جابر عثرات الكرام"
قرأتها منذ سنوات عدة في كتاب أحلى الحكايات من كتاب ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي، قصة حدثت بين عكرمة الفياض وخزيمة بن بشر في عهد سليمان بن عبدالملك، فقد كان خزيمة مشهورا بالمروءة والكرم والمواساة، فساءت حاله، وابتعد عنه إخوانه وخلانه، فعزل نفسه في بيته، وكان عكرمة الفياض (سمي الفياض لكرمه وجوده) واليا على الجزيرة، ولما بلغه حال خزيمة، حمل له في ظلمة الليل مالا وفيرا، ولما حاول خزيمة التعرف عليه أجابه بأني "جابر عثرات الكرام"، تحسن حال خزيمة وقصد سليمان بن عبد الملك، فأخبره عن قصته، وعقد له الولاية، فعاد خزيمة واستقبله الناس واليا، وحاسب عكرمة ففضل عليه مال كثير، فطلبه من عكرمة فرد عليه:إني لست ممن يصون ماله بعرضه،فاصنع ما شئت. فأمر به فكبل بالحديد وحبس!!
لما علمت زوجة عكرمة وهي ابنة عمه بحاله، أرسلت لخزيمة "ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك في مكافأتك له بالضيق والحبس والحديد!" فلما ظهر له أن جابر عثرات الكرام غريمه، سارع إليه وأخرجه من السجن وأكرمه، بل وأخذه لسليمان بن عبد الملك ليعرفه عليه، من بعدها ظلا في خدمة سليمان  مدة خلافته!!
أخلاق رفيعة جدا تلك التي ارتبطت بذاكرتي من هذه القصة، ولعل سردي لها مختصر مخل لكن تفاصيلها تضمن عبرة كبيرة، وسموا نفسيا عظيما يكاد لا يتكرر في عصرنا..أطراف عديدة في هذه الحكاية وتضحيات عنوانها الآخر والمروءة.. لله درها من أخلاق!
ثمة حكايات أخرى.. لكنني أنثرها بسرعة


ليست هناك تعليقات: