الثلاثاء، 31 يناير 2012

وأجابني7: ما مبادئك في الحياة؟

 أرسلت لصويحباتي: إن سألتك: ما مبادؤك في الحياة؟ فما جوابك؟

فكان جواب  أستاذتي (ب) شامخا بردها:
أنا مسلم لي في الحياة مبادئ * ورســالة لا تعرف التعقيدا
بيني وبين الحق أبــــواب إذا * أغلقتها صـار الثمين زهيدا
انطلقت إلـى الحياة وفي يدي * قلـــم أصيل لا يقــر جمودا
رب اجعلنا ممن كسره علمه فاستكان قلبه
أختي (ش) اختصرت قولها في جمل ثلاث:
"الصدق حتى في المواقف الصعبة، مساعدة الآخرين، الإتقان في العمل".
 أما صديقتي (هـ) فردت باستفاضة:
"يا له من سؤال صعب! أنا أؤمن بأنه إما أن أبذل جهدي في العمل الذي أقوم به أو لا أقوم به من البداية، أؤمن بأنا في زمن الفتن وأنا لا بد أن نكون على حذر وألا نكون إمعة ولاسيما في اللبس فلبس المرء يعبر عن شخصيته وفكره،أؤمن بأن على الإنسان أن يطور ذاته وأن يسعى للأفضل دوما وأن يلتفت لمشاكل أفراد أسرته أولا  وبعدها ينظر في مشاكل مجتمعه وأمته. هذا بعض ما أؤمن به ولا أعرف إن كانت مبادئ أو لا.."
ثم سألتني: ماذا عنك؟، فأجبتها:
"إن قلنا مبادئ قالوا الإسلام، لن أختلف معهم لكن أي مبادئ الإسلام تلك التي نطبقها؟ هذا هو السؤال؟
بالنسبة لي: أؤمن بالصدق، صدق القول، صدق الفعل، صدق المشاعر، عند التعامل مع النفس والغير خاصة، لا أحب ارتداء لباس الزيف والتملق ولا أطيق السكوت عن الخطأ ما دمت قادرة على تغيره للصواب، ولا أحب كذلك أن أتقمص جهد غيري، خير لي أن أكون صادقة في جهدي.
التضحية: أؤمن بها من أجل ما أو من يستحق.. تضحية بالوقت، بالمال، بالجهد لأجل النجاح الأنقى.
الاحترام: أساس كل شيء،احترامي لذاتي ولصحبي ومن حولي بالصدق ظاهرا وباطنا معهم، بمساعدتهم في تجنب الخطأ، احترام الدين وتعظيمه، احترام الثقافة وتقديرها، محاولة فهم الآخر احتراما له، وأظن أن احترامي لهذه الأمور وغيرها هو نوع من تعظيم إبداع الله في خلق ملكوت السموات والأرض.
التغيير والعطاء: أينما كنت حاول أن تغير للأفضل وتعطي من علمك من مواهبك وقدراتك للآخرين؛ لأن هذا واجبك اتجاه نعمة الله تعالى، شكرها بحسن القيام بها حتى لو كانت مجرد فكرة خطرت لك أو عملٍ بسيط، ما دمت أَلهمتَه فله حق الشكر بالتيقن من أهميته وتنفيذه باتقان.
مساندة الآخرين: والمساندة غير المساعدة، فهي توجهٌ ذاتي دون طلب الآخر، كل معرفة جديدة عندي أمنحها له، أفتح له أبواب الاعتزاز بالموهبة إن وجدت مفتاحها، اهتم لأمره.. وإن طلب أمرًا أخلص له المساندة لآخر نبضة قلب. إيجاد أعذار للآخرين ما داموا صادقين معي، غير هذا لا أضمن حسن ودي لهم.  
أظن أن هذه أحسن ما أحس بها من مبادئ وأظن أنها تقربني لله تعالى وتجعل عملي في طاعته."
فردت علي بلين: "بارك الله فيك، وجزاك خيرا، ووفقك لكل خير".. آمين يا رب.. جميعا.."

السبت، 28 يناير 2012

قصيدة عفراء لعروة حزام



من أجمل المقالات التي تتحدث عن العشاق العذريين ومعاناتهم، صادفني وأنا أطلع على باب جمال العربية بمجلة العربي عدد يناير2012، فأحببت أن أضعه لكم لتقرؤوه وتستمتعوا بأبياته الرقيقة.. 
قصة عروة باختصار أنه أحب ابنة عمه فوعده عمه بزواجه بها مقابل مهر كبير عجز عنه عروة، فسافر لعم له باليمن، وعندما عاد وجد أن عفراء زُوجت من رجل ثري..وأن عمه غدر بوعده..

يقول عروة:
          على كبدي من حُبّ «عفراء» قرْحةٌ  
     وعينانِ من وجدي بها تكفـــــانِ
 فعفراءُ أرجى الناس عندي مودةً
                            
 وعفراءُ عني المعرضُ المتداني
   إذا رام قلبي هجْرهَا حال دونه
                                
 شفيعان من قلبي لهــــــــا جَدِلان
إذا قلتُ: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا
                           
   جميعًا على الرأي الذي يريــــانِ
 فيا ربّ أنت المستعانُ على الذي
                            
  تحمّلْتُ من عفراء منذ زمــــــانِ
  فيا ليت كلَّ اثنين بينهما هوًى
                               
   من النــــــاسِ والأنعامِ يلتقيـــانِ
 فيقضي حبيبٌ من حبيبٍ لُبانةً
                                
  ويرعاهمــــــــا ربّي فلا يُريـــــانِ
 ويا ليت مَحْيانا جميعًا وليتنا
                                 
  إذا نحن متْنـــــــــا ضمَّنا كفنـــان



وهنا رابط الموضوع
قراءة ماتعة

في حياتي كتاب4:العبقري بداخلنا جميعا



عندما كنت أقرأ ملحق البيت العربي بمجلة العربي عدد يناير2012م، وجدت قراءة لكتاب أعجبني مضمونه واقتنعت كثيرا بما جاء فيه.. "من دون استثناء العباقرة يصنعون ولا يولدون" هذه الحقيقة التي يحاول كاتب الكتاب: ديفيد شينك اثباتها. مما ورد في القراءة الفقرة الآتية:

"والمحصلة: أن الموهبة عملية منهجية تفاعلية وليست مجرد كيان منفصل في مخ الإنسان. ولا يمكن لأحد أن يبلغ مكانة من العظمة على مستوى العالم إلا إذا كان لديه هذا المزيج من الجينات المحتملة ورغبة عميقة محركة وملزمة في النجاح".

وهذا رابط الموضوع.. استمتعوا بقراءته 

 لماذا كل ما قالوه لنا عن الجينات والموهبة واختبارات الذكاء خاطئ؟

الأحد، 22 يناير 2012

السبت، 21 يناير 2012

قصة للأطفال.. برتقالة العيد

( برتقالة العيد )



هناك.. في عالمنا لم تكن في السماء نجوم، إذ أن الغيم أخفاها..
وهناك.. في عالم بعيد، عقد اجتماع غريب.. حيث اجتمعت نجوم تلك الأرض في ليلة العيد..
وفي قصر مشيد شامخ وسعيد، أخذت النجوم تلهو وتمرح، وتتأمل البرتقالة التي تحملها بحرص شديد، وتترقب موعد إهدائها إلى نجم من قلبها قريب..
تألقت بسمة  (نجم ـ 702 ) وهو يحي الضيوف، وعلى شرفة القصر لمح نجمة صغيرة تراقب السماء في شغف بدا في عينيها..
" (نجم ـ 702).. أنت هنا يا عزيزي"
قالتها (نجمة ـ 701) وهي تدنو منه مبتسمة، فقال معاتبا: لقد تأخرت يا زوجتي العزيزة، هل قابلت جميع الضيوف؟
ـ لا.. ليس بعد..ها لماذا تبدو شاردا، من ترى على الشرفة؟
ـ هل تعرفين تلك النجمة الصغيرة.. تبدو وحيدة حزينة..
التفتت ناحية النجمة التي أخذت تتأمل برتقالتها بحزن وأجابت: لا..ولا أدري ما بها!
جالت عيني (نجم ـ 702) في القاعة بحثاً عن نجم ما فسألته (نجمة ـ 701) بحيرة: عمن تبحث؟
أجاب بقلق: لست أرى (نجم ـ 505) .. ألن يأتي.. آه لست أدري ما حل به.داعب برتقالته ثم أردف بعزم: حسنا سأذهب للبحث عنه.. سأعود سريعا.
وغادر وهو لا يعلم أن (نجم ـ 505) يجلس على صخرة قرب مزرعته ونفسه تموج بالحزن والأسى .. ولكن ما سبب حزن نجم صغير في ليلة العيد؟
حدث نفسه وعيناه اللتان تدفق إليهما الدمع تتأملان برتقالة صغيرة في يده: لمن سأهديك في هذه الليلة لمن.. لقد جرت العادة في عالمنا على أن نهدي أفضل برتقالة في مزرعتنا إلى من  نحب.. والجميع سيهدي برتقالته في  ليلة العيد لأخته، أو أمه، أو أبيه، أو حتى لأخيه أو زوجته، سيهديها لابنته أو صاحبه .. أي نجم يحبه.. ولكني وحيد، لقد نضبت طاقة والدي منذ سنين، وليس لي أهل ولا أصحاب، لا أحب مخالفة العادات والتقاليد.. ولكن أخبريني.. لمن سأهديكِ..
كادت الدموع تسيل من عينيه لولا صوت (نجم ـ 702) اللاهث يقول: (نجم ـ 505) أنت هنا، لِمَ لَمْ تأتِ إلى حفلة العيد حتى الآن؟.. تعبت وأنا أبحث عنك، آه تبكي.. لماذا ما مشكلتك يا صديقي؟ 
حمل (نجم ـ 505) برتقالته وهمس: لا.. ربما لن آتى.. فأنا.. أنا لا أجد من أهديه هذه البرتقالة..
 كان حزينا جداً لكن (نجم ـ 702) استطاع إقناع (نجم ـ 505) بتأجيل هذا القول، فربما سيجد في الحفلة من سيهديه البرتقالة، وبعبارات مشجعة متعاطفة أخرجه من حزنه وبث فيه الأمل.
سارا إلى القصر، ودلف إليه (نجم ـ 505) بتردد وارتباك، فهو لا يكاد يعرف أحداً فيه، ومشكلة البرتقالة تقلقه بشدة..
وبعد وقفة حائرة بين النجوم الضاحكة قرر الذهاب إلى الشرفة لعله يجد ما يسكنه قليلاً، ويجد في قلبه نجماً يهديه البرتقالة..
وهناك.. رآها.. كانت نجمة رقيقة، شاركها مراقبة السماء بصمت.. قطعه بعد برهة حين قال: اسمي (نجم ـ 505) .
قالت بخفوت: أنا (نجمة ـ 507).
ـ آه..حسناً هل قررت لمن ستهدين برتقالة العيد؟..
نظرت إليه وهزت رأسها مجيبة: لا.. أحس إنني غريبة عنهم، ليس لي أهل، فلا أجد نجما أحترمه وأحبه لأهديه برتقالتي..
ـ آه.. إذن نحن في ذات الورطة، هذا يواسيني فأنا أيضاً لا أجد من أكن له مشاعر المحبة الصادقة لأهديه برتقالتي، أنت تعلمين إنه لا تقبل هدايانا إلا إذا أهديت لمن نحب بصدق..
عادت تراقب النجوم وقالت: صحيح .. إذا لم نفعل خالفنا العادات والتقاليد السائدة مما يوجب العقاب الشديد.. لقد عملت طويلاً لأحصد أفضل ثمرة برتقال فأهديها إلى أبي، لكن طاقته نضبت وأفل.. والآن لا أدري ماذا سأفعل..
عادا للصمت .. ولكننا ندرك من خفقان قلبيهما مدى القلق العارم والذي بدا واضحا في صوت (نجم ـ505): آه.. الجميع في الداخل يمرحون ويترقبون موعد الإهداء بفارغ الصبر. ثم أردف بحسرة: ونحن هنا.. أنا أحب وطني ولا أود مخالفة عاداته، ولكن يبدو إنني سأضطر لاحتمال العقوبة..
شاركته حزنه وإن قالت باعتزاز: وأنا أيضاً أحب وطني ولا أود مخالفة تقاليده و..
وهنا خفق قلبهما بشدة وسرت رعشة باردة في جسمهما، فقد كان شيخ النجوم يعلن عن بداية مراسيم الإهداء، فارتفعت صيحات السعادة بين النجوم، وبلغ القلق ذروته في نفس(نجم ـ 505) و(نجمة ـ 507)..
وقفا في آخر الصف، وجميع النجوم تمسك برتقالتها بحماس ولهفة تنتظر دورها، وتقدم نجم تلو نجم إلى منصة شيخ النجوم فيعرف بنفسه ويردد: أود أن أهدي برتقالة العيد إلى أحب نجم إلى قلبي.. أمي، فتلتهب الأكف بالتصفيق، ويتقدم آخر ليهدي لأخيه أو ابنته..
وحان دورهما..
وقف (نجم ـ505) مترددًا أمام شيخ النجوم والصمت يسود القاعة، فسأله شيخ النجوم: ما بك يا (نجم ـ 505) ؟!
رفع النجم الصغير عينيه فاصطدم بنظرة مشجعة من عيني (نجم ـ 702) مما جعله يتمتم بخفوت: في الواقع.. أنا.. أعني .. لم أحدد نجماً أهديه برتقالتي.. ذك أني..
هتف شيخ النجوم بغضب: ماذا ؟ هل تعلم عقوبة صنيعك هذا؟
ارتجفت (نجمةـ 505) لعبارته، وهمس (نجم ـ 505) بخفوت خائف: نعم.. ولكني بالفعل لا أجد في نفسي من أحب بصدق غير والدي و..
وقفزت إلى مخيلته عبارة استعاد معها جرأته وشجاعته.. وتألقت عيناه وهو يهتف: حسناً.. أريد أن أهدي برتقالتي إلى.. إلى وطني الحبيب..
وفجرت عبارته موجه من الذهول، الاستنكار، الهمس، فاندفعت (نجمةـ507) هاتفة: وأنا أيضاً أحب أن أهدي برتقالتي إلى وطني الحبيب..
جعلت عبارتها أحد النجوم البارزة في المجتمع تهتف باستنكار: ما هذا!.هذا يخالف القانون..
قال (نجم ـ 505) وهو مطرق: ربما .. ولكني نشأت فيه وترعرعت فيه.. أحبه.. نعم. أكثر من أي  أنجم آخر.. ومن كان يمتلك مثل هذا الشعور فليهدي برتقالة العيد إلى وطنه، هيا لنزرع هذه الأرض أشجاراً غناء، لنجعلها خضراء .. خضراء.
وأعجب من أعجب بحديثه، وشاركه الجميع في إهدائه هذا..
وهناك التقت يد(نجم ـ 505) بيد (نجمة ـ 507) وتبسما فرحا حين أمسك شيخ النـجوم (نجم ـ 506) وقال: حسنا.. لستما وحيدين بعد اليوم، سأظل معكما دوما يا صغيري.
والتهبت القاعة بتصفيق حار، وهنا شعر (نجم ـ505) و(نجمة ـ 507) بشعور عجيب مع (نجم ـ 506).. بالأمان والحنان..
نعم كانت هذه قصة ثلاث نجوم نراها دوماً متتابعة في السماء تتألق بنور وضاء.. جمعت بينها محبة برتقالة العيد.

تمت


طبيب الأسنان.. قصة

( طبيب الأسنان)


توقفت تلك السيارة الصغيرة أمام أحد المستشفيات في المدينة، وخرجت منها امرأة دارت حول مقدمة السيارة لتفتح الباب الآخر لها، فخرج طفل صغير فاضت عيناه دموعاً سالت على خده، فقالت أمه وهي تحمله بين ذراعيها في محاولة للتخفيف عنه: لا تبكِ يا صغيري كل شيء سيسير على ما يرام  ـ إن شاء الله ـ هيا لا تبكِ .
ثم مسحت دمعه برفق ومضت تشق طريقها إلى البوابة الرئيسية للمستشفى، فتمضي في طريق مستقيم ثم إلى اليسار، وبعدها تتوقف أمام قسم وضعت على بابه لافتة صغيرة كتب عليها بخط أنيق "طبيب الأسنان" لم يكد الطفل يراها حتى انفجر باكياً وهو يقول بصوت متقطع: أنا ..لا.. لا.. أريد..الذ.. الذهاب.. إلى.. طبيب..الأس..الأسنان..أمي لا..أريد.."
ربتت على شعره بلطف وقالت: لا تبكِ لن تشعر بألم.. اطمئن.
وكأنما تلك الكلمات الهامسة أبعدت عنه ذلك الخوف، إلا أن دموعه ملأت عينيه.. وتساقطت على خده..
دخلت الأم القسم وجلست على أحد الكراسي منتظرة دور ابنها، بينما دفن هو وجهه في صدر أمه، إلى أن سمع صوت الممرضة وهو ينادي باسمه، فنظرت إليه مشجعة، ومدت يدها لتمسح الدمعة إلي أعلنت الخوف، ثم وقف وحملته إلى الداخل..
وهناك!
رأى الطفل وجه الطبيب و.. انفجر باكيا على نحو أدهش الطبيب وجعله ينظر إليه بحيرة قبل أن يقول مداعبا: وهل أنا مخيف جداً؟
قالت ألام بسرعة محاولة شرح الموقف: أنا آسفة لكنه يخاف من طبيب الأسنان.
هز الطبيب رأسه معلناً الفهم، وربت على الطفل وقال: ولم الخوف.. تعال إليّ ..هيا.
رفع الطفل رأسه نحو الطيب وأمسك ملابس أمه بقوة كأنما يعلن الرفض لعرض الطبيب، ثم أخذ يتأمله.. كان متوسط القامة ن أسود الشعر، أبيض البشرة.. وكما يتخيل الطبيب دائماً، يرتدي نظارة صغيرة، ويزين ملابسه ذلك الرداء الأبيض الذي يميز كل طبيب..
ابتسم الطبيب من جديد وقال بلطف: لا داعي للخوف..تعال اجلس هنا على الكرسي..هيا يا صغيري.
وضعت الأم طفلها على الكرسي وقالت له مشجعة:حسناً أغمض عينيك ولا تبكِ.
نظر الطفل إليها ثم إلى الطبيب ثم إليها فاغمض عينيه وبدا عليه الهدوء..فذهب الطبيب إلى ركن الغرفة لإحضار شيءٍ ما عندما سمع الطفل يترجى أمه: أمي أنا لا أريد هذا... أرجوك أريد العودة إلى البيت...
قالت الأم بهدوء: لكنك ستتألم منها، وإن لم تقتلعها الآن ستؤلمك أكثر، والطبيب لطيف ولن يؤذيك.
وهنا هتف الطفل بصوتٍ عالٍ: هذا غير صحيح...وأخذ يبكي من جديد..
قالت ألام معتذرة: أنا آسفة.. أعذره إنه صغير.
أجابها الطبيب: لا عليك الأطفال يخافون من طبيب الأسنان والإبر وغيرها...
ثم مدّ يده إلى الطفل وقال: هيا لا تبكِ..افتح فمك.
هتف الطفل باكياً:لا أريد...
وهنا نظر الطبيب إلى الأم وقال: يبدو أننا لن ننتهي منه اليوم أبدا.
و...
"مساء الخير يا خالد"
قطعت هذه العبارة أفكار الطبيب الذي نظر إلى مصدر الصوت وقال: مساء الخير يا مازن.
جلس مازن بمرح على الكرسي المجاور لزميله وسأل: إلى أين وصلت بشرودك؟
ضحك خالد وقال: كنت أتذكر نفسي عندما كنت طفلاً صغير.. كنت أخاف من طبيب الأسنان..
ابتسم مازن وقال: نعم أخبرتني عن تلك القصة، لكن السنين مضت وأصبحت طبيب.. طبيب أسنان..
قام خالد متجاهلاً ضحكات زميله متجهاً نحو الباب وهو يهتف: اسخر كما تشاء لن أبالي.
تبعه مازن وقال مبتسماً: آسف لا أقصد السخرية.. لكنني..
ولم يستطع إكمال عبارته فضحك وهو يحاول اللحاق بخالد خارج مكتبه، وعندما صار بجانبه قال:
آسف .. لكن رغم خوفك من طبيب الأسنان، صرت طبيب أسنان، عجيبة هي تقلبات الدهر..
نظر خالد إلى مازن الذي لم يستطع منع الابتسامة الواسعة على شفتيه وقال: إذا كنت تحسبني جباناً في صغري.. فلقد كنت أشد مني في هذا.
ثم أردف بخبث: أليس كذلك؟..
أشاح مازن بوجهه بغيظ وتمتم: حسنا فليكن..
ابتسم خالد فضحك، وجذب زميله من يده وهو يهتف: حسناً لا تغضب..أنا آسف.
ثم سارا يقطعان ممرات المستشفى الذي يعملان فيه، معلنان انتهاء ذلك اليوم بالنسبة لهما، وللغد يوم آخر يتكرر فيه صراخ الأطفال خوفًا من الطبيب.. طبيب الأسنان..

تمت





الخميس، 19 يناير 2012

العربة المتمردة.. قصة للأطفال

"العربة المتمردة"

في أحد المجمعات التجارية الكبيرة، وقفت مجموعة من العربات تنتظر من يأخذها للتجول في أرجاء المجمع؛ لتحمل ما يقتنيه من بضائع، لكن إحدى العربات لم تكن راضية بهذا الحال! كانت تتوق للتجول وحدها والسير حيثما شاءت دون يدٍ تقودها وتتحكم بحركتها؛ لذا قررت أن تتمرد على هذا النظام الذي يقيد حريتها، وجعلت تهمس لصديقاتها بضرورة رفض هذا الواقع، فكل عربة منهن تمتلك عجلات تستطيع بها التحرك كيف تشاء واللعب أينما تشاء في أنحاء المجمع، بدل أن تنتظر من يمنحها فرصة لذلك طوال النهار!
حاولت كثيرا في صديقاتها العربات، إلا أنها باءت بالفشل في إقناعهن، ومع ذلك لم تيأس العربة، ولم تتخلَ عن حلمها بالسفر في المجمع واكتشاف الأماكن التي لم ترها من قبل، وأخذت تنتظر اللحظة المناسبة للانطلاق بحرية..
ذات يوم وجدت العربة نفسها تتحرك بقيادة أحد العمال في المجمع بعد طول انتظار، وكم كانت سعيدة بذلك.. فقد حانت اللحظة المناسبة.. فكرت العربة كيف تتخلص من تحكم العامل بها، وكيف تتخلص من الصناديق العديدة التي تثقل حركتها، ثم خطر في بالها فكرة شرعت في تنفيذها فورا.
انتظرت العربة حتى اقتربت من السلم الكهربائي عندها بدأت تتمايل بقوة، فسقط أحد الصناديق منها مما فاجأ العامل وجعله يفلتها ليلتقط الصندوق، وهنا دفعت العربة بنفسها لتنزل بسرعة عبر السلم الكهربائي.. وشقت طريقها وهي تحس بنشوة وإثارة، خاصة عندما رأت الناس تتطاير عنها بعيدا بخوف وارتباك!..
عمت الفوضى المكان وهي تشق طريقها غير آبهة بمن تصدمه أو تعيقه.. انطلقت بسعادة، وسخرت في نفسها من صديقاتها العربات الآتي خسرن هذه اللحظة المثيرة بسبب خوفهن من التغيير! عندما بلغت العربة نهاية السلم تآقت نفسها أكثر للتجول في خارج المجمع، فاندفعت نحو الباب الزجاجي الذي افتح فور إحساسه باقترابها، وابتعد من استطاع أن يبتعد عنها من الناس وهي تصرخ بنشوة وفرح..
فجأة ظهرت أمامها سيارة تعبر الطريق باحثة عن موقف لها.. لم تستطع العربة التوقف، فاصطدمت بقوة بالسيارة وسط دهشة الناس.. وعندما وقف العامل بقربها رأته يهز رأسه بأسف وهو يقول: " لقد تحطمت تماما.. ولم تعد قابلة للاستخدام مرة أخرى!" شعرت العربة بفداحة ما صنعته، لقد كان هذا جزاء تمردها وطيشها، بكت كثيرا وهم يحملونها بعيدا بعيدا حيث لن تستطيع الوقوف مجددا مع صديقاتها بانتظار من يتجول بها في أرجاء المجمع...
 حروف عربية
19/1/2012م

مسابقة اقرأ معي للأطفال


القصص المحددة موجودة في مدونة حي بن يقظان على الروابط الآتية:

الأسئلة


وترقبوا..العب مع حروف لغتي

استغفار وذكر

الأربعاء، 11 يناير 2012

مسابقة بمناسبة عام الطفل

بسم الله الرحمن الرحيم


تحتفل حروف عربية بطريقتها الخاصة بعام الطفل العماني2012م، ومن أبرز الفاعليات التي ستقدمها
مسابقة إبداعية تجول بالطفل في عالم فريد من القصص والحكايات..
المسابقة خاصة للأطفال، ولكل الكبار الذين يحملون في قلوبهم جنون الطفولة وشغفها :)
ترقبونااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

طفولتي تحلو بمعرفتي

الثلاثاء، 3 يناير 2012

أحلام الطفولة كالندى.. تنأى وتأتيني غدا

أحلامي بأدب الطفل العماني

أمسك بجريدة أشرعة، يتسرب إلى نفسي فرح متحمس.. سيبدأ عام الطفل! وسيزدهر أدب الطفل بمختلف مجالاته في بلادي.. حينها تذكرت كل أحلامي ومحاولاتي الطفولية خائبة المرجى التي سحرت بها منذ أن تفتح فكري على واقع أدب الطفل بالسلطنة!!.. كنتُ طفلة حين بدأت بكتابة القصة متأثرة بمجموعة قصاص عرب وغرب، منتشلة مما أراه على تلك الشاشة المرئية من عوالم ما يروق لي، ويبهج روحي وخيالي..

طموحة كنتُ وحالمة بسذاجة أوجدت لي إصدارا عائمًا سميته "سحر الصبا" مجموعة قصصية بعيون طفولتي حين لم أتجاوز الخمسة عشر عامًا!.. كانت هنالك برتقالة العيد، والوردة الزرقاء، ومزرعة العم عمر..وغيرها من الحروف التي أظن أنها إن عولجت قليلا ستكون جميلة..

خيالي كان عبقريا في اختلاق القصص حول أي شيء حولي، كل شيء خلفه قصة.. حتى القطة الجائعة التي كانت تنتظرني إبان الغداء لتأخذ مني نصيبها، لابد أنها عانت للوصول، لابد أن حوارا عجائبي المغزى دار بينها وبين صديقتها حول حقوقهم المسلوبة!! أشجار مزرعتي كانت كثيرة الحديث ليلا، والنخلة الذهبية كان لتمرها حكاية طويلة.. كتبي تتحدث مع بعضها ومع مقلمتي وطاولتي، ولعبتي تعيش أحداثا مثيرة في عالم الحيوانات اللطيف.. لا أنسى الفلج الذي كان يعرض عن شجرة ويسقي أخرى.. يجب أن نكتشف السبب! كأي حكايات وقصص ناتجة عن خيالات مبعثرة في ذهني الغض!

دفاتر كثيرة ما زلت أحتفظ بها تحمل عناوين لحكاية فكرت فيها ذات مرة.. أتذكر بابتسام الإذاعات المدرسية المميزة التي كنا نعدها أنا وصديقتي، آتي بالفكرة وتأتي بالحوار.. القلعة ذات السر الفريد في كل غرفة حين كنا نمثل تجوالنا وما لاقيناه فيها من خيال، جزيرة الأطفال والقارب والموج وعناء الوصول.. أفكار عديدة كانت تجعل حديث طالبات ومعلمات المدرسة عما قمنا بتقديمه لأيام..

حصلت على بعض المراكز في القصة، ودرست مادة أدب الطفل في الجامعة بشغف من كان يتوقع مادة تستوعب فكره وتمهد له سبيل الإبداع.. في كل إجازة يجب أن أعمل خيال صغار بيتنا بالمسابقات والإبداعات، وأدخل معهم في جو مرح من الأفكار والتطلعات واكتشف عالمهم وقضيتهم باهتمام.. أجمل مسرحية، أجمل لوحة، أجمل تعبير.. من الفائز بالمسابقة الرمضانية، من سيحصد لقب أمير بأخلاقي..

امتدت محاولاتي للولوج إلى هذا الفن، فكانت خزامى بباب طفولة تسمح لي بالاقتراب منهم رغم كل الاحباطات التي واجهتها مسبقا.. كنت أسأل كل من أقابله وله شأن أدبي عن مكانة أدب الطفل في بلادي.. عن واقعه.. عن مستقبله.. كنت أتابع جديد بعض القنوات في هذا المجال كالجزيرة للأطفال.. وانبهرت بمسلسل "مدينة المعلومات" وكم نسجت في خيالي تفاصيل مدينتي العربية!! كبرت أحلامي معي قلت أنا من ستؤسس قاعدة أدب الطفل بالسلطنة، أنا من سيوصل نور حكاياتنا الشعبية للعالمية، أنا من سيصدر مجموعات قصصية للأطفال بل وروايات من عمق الثقافة العمانية.. من بخورها ونخيلها وقلاعها وأفلاجها..أنا من سيحكي عن حيواناتها حكاية شائقة المغزى جملة اللفظ والمعنى مبتكرة الحوار جديدة الأفكار.. أنا من سيلبس عالم الطفولة العمانية تميزا وفكرا وفنا لا يضاهيه بها أي أدب آخر..

أنا.. وأنا.. دخلت الجامعة وأظن أن كل أحلامي تحطمت.. لم أجد من يكترث لقضيتي ويجعلني أفهم مقدار قدرتي في هذا العالم الجامح.. وجاء هذا العام التي كنت أحلم بأن أكون حرفا فيه.. عاما ستفتتح به مكتبة الطفل.. عاما سيزخر بفاعليات الطفل..عالما حلمت فيه بإصدار لم أكتب حرفه الأول!...

أوحت لي أستاذتي أن ثمة أملا لي بتحقيق جزء ولو يسير من طموحاتي معها، قبل أن يثبت الآخرون أسماءهم وحروفهم متوجين أدب الطفل العماني بالنجاح.. حينها سأنتظر بترقب من سيحقق حلمي بإصدار مجلة عمانية للطفل تحترم حلمه ووعيه وكيانه، تمثله وتوجهه وتثقفه.. وسأنتظر هذا العام كل جديد وفريد فكرت فيه أو لم أفكر!!.. سأنتظر وأنا أتذكر قبل عام حين قلت لأستاذي أني في دراساتي العليا لابد أن أتناول أدب الطفل العماني وأحلله تحليا لا يسبقني إليه أحد!!.. سأنتظر وأراقب بصمت حاسر من بعيد...

وكم عزَّ أقوام بعز لغاتِ