الثلاثاء، 3 يناير 2012

أحلام الطفولة كالندى.. تنأى وتأتيني غدا

أحلامي بأدب الطفل العماني

أمسك بجريدة أشرعة، يتسرب إلى نفسي فرح متحمس.. سيبدأ عام الطفل! وسيزدهر أدب الطفل بمختلف مجالاته في بلادي.. حينها تذكرت كل أحلامي ومحاولاتي الطفولية خائبة المرجى التي سحرت بها منذ أن تفتح فكري على واقع أدب الطفل بالسلطنة!!.. كنتُ طفلة حين بدأت بكتابة القصة متأثرة بمجموعة قصاص عرب وغرب، منتشلة مما أراه على تلك الشاشة المرئية من عوالم ما يروق لي، ويبهج روحي وخيالي..

طموحة كنتُ وحالمة بسذاجة أوجدت لي إصدارا عائمًا سميته "سحر الصبا" مجموعة قصصية بعيون طفولتي حين لم أتجاوز الخمسة عشر عامًا!.. كانت هنالك برتقالة العيد، والوردة الزرقاء، ومزرعة العم عمر..وغيرها من الحروف التي أظن أنها إن عولجت قليلا ستكون جميلة..

خيالي كان عبقريا في اختلاق القصص حول أي شيء حولي، كل شيء خلفه قصة.. حتى القطة الجائعة التي كانت تنتظرني إبان الغداء لتأخذ مني نصيبها، لابد أنها عانت للوصول، لابد أن حوارا عجائبي المغزى دار بينها وبين صديقتها حول حقوقهم المسلوبة!! أشجار مزرعتي كانت كثيرة الحديث ليلا، والنخلة الذهبية كان لتمرها حكاية طويلة.. كتبي تتحدث مع بعضها ومع مقلمتي وطاولتي، ولعبتي تعيش أحداثا مثيرة في عالم الحيوانات اللطيف.. لا أنسى الفلج الذي كان يعرض عن شجرة ويسقي أخرى.. يجب أن نكتشف السبب! كأي حكايات وقصص ناتجة عن خيالات مبعثرة في ذهني الغض!

دفاتر كثيرة ما زلت أحتفظ بها تحمل عناوين لحكاية فكرت فيها ذات مرة.. أتذكر بابتسام الإذاعات المدرسية المميزة التي كنا نعدها أنا وصديقتي، آتي بالفكرة وتأتي بالحوار.. القلعة ذات السر الفريد في كل غرفة حين كنا نمثل تجوالنا وما لاقيناه فيها من خيال، جزيرة الأطفال والقارب والموج وعناء الوصول.. أفكار عديدة كانت تجعل حديث طالبات ومعلمات المدرسة عما قمنا بتقديمه لأيام..

حصلت على بعض المراكز في القصة، ودرست مادة أدب الطفل في الجامعة بشغف من كان يتوقع مادة تستوعب فكره وتمهد له سبيل الإبداع.. في كل إجازة يجب أن أعمل خيال صغار بيتنا بالمسابقات والإبداعات، وأدخل معهم في جو مرح من الأفكار والتطلعات واكتشف عالمهم وقضيتهم باهتمام.. أجمل مسرحية، أجمل لوحة، أجمل تعبير.. من الفائز بالمسابقة الرمضانية، من سيحصد لقب أمير بأخلاقي..

امتدت محاولاتي للولوج إلى هذا الفن، فكانت خزامى بباب طفولة تسمح لي بالاقتراب منهم رغم كل الاحباطات التي واجهتها مسبقا.. كنت أسأل كل من أقابله وله شأن أدبي عن مكانة أدب الطفل في بلادي.. عن واقعه.. عن مستقبله.. كنت أتابع جديد بعض القنوات في هذا المجال كالجزيرة للأطفال.. وانبهرت بمسلسل "مدينة المعلومات" وكم نسجت في خيالي تفاصيل مدينتي العربية!! كبرت أحلامي معي قلت أنا من ستؤسس قاعدة أدب الطفل بالسلطنة، أنا من سيوصل نور حكاياتنا الشعبية للعالمية، أنا من سيصدر مجموعات قصصية للأطفال بل وروايات من عمق الثقافة العمانية.. من بخورها ونخيلها وقلاعها وأفلاجها..أنا من سيحكي عن حيواناتها حكاية شائقة المغزى جملة اللفظ والمعنى مبتكرة الحوار جديدة الأفكار.. أنا من سيلبس عالم الطفولة العمانية تميزا وفكرا وفنا لا يضاهيه بها أي أدب آخر..

أنا.. وأنا.. دخلت الجامعة وأظن أن كل أحلامي تحطمت.. لم أجد من يكترث لقضيتي ويجعلني أفهم مقدار قدرتي في هذا العالم الجامح.. وجاء هذا العام التي كنت أحلم بأن أكون حرفا فيه.. عاما ستفتتح به مكتبة الطفل.. عاما سيزخر بفاعليات الطفل..عالما حلمت فيه بإصدار لم أكتب حرفه الأول!...

أوحت لي أستاذتي أن ثمة أملا لي بتحقيق جزء ولو يسير من طموحاتي معها، قبل أن يثبت الآخرون أسماءهم وحروفهم متوجين أدب الطفل العماني بالنجاح.. حينها سأنتظر بترقب من سيحقق حلمي بإصدار مجلة عمانية للطفل تحترم حلمه ووعيه وكيانه، تمثله وتوجهه وتثقفه.. وسأنتظر هذا العام كل جديد وفريد فكرت فيه أو لم أفكر!!.. سأنتظر وأنا أتذكر قبل عام حين قلت لأستاذي أني في دراساتي العليا لابد أن أتناول أدب الطفل العماني وأحلله تحليا لا يسبقني إليه أحد!!.. سأنتظر وأراقب بصمت حاسر من بعيد...

ليست هناك تعليقات: