الخميس، 19 يناير 2012

العربة المتمردة.. قصة للأطفال

"العربة المتمردة"

في أحد المجمعات التجارية الكبيرة، وقفت مجموعة من العربات تنتظر من يأخذها للتجول في أرجاء المجمع؛ لتحمل ما يقتنيه من بضائع، لكن إحدى العربات لم تكن راضية بهذا الحال! كانت تتوق للتجول وحدها والسير حيثما شاءت دون يدٍ تقودها وتتحكم بحركتها؛ لذا قررت أن تتمرد على هذا النظام الذي يقيد حريتها، وجعلت تهمس لصديقاتها بضرورة رفض هذا الواقع، فكل عربة منهن تمتلك عجلات تستطيع بها التحرك كيف تشاء واللعب أينما تشاء في أنحاء المجمع، بدل أن تنتظر من يمنحها فرصة لذلك طوال النهار!
حاولت كثيرا في صديقاتها العربات، إلا أنها باءت بالفشل في إقناعهن، ومع ذلك لم تيأس العربة، ولم تتخلَ عن حلمها بالسفر في المجمع واكتشاف الأماكن التي لم ترها من قبل، وأخذت تنتظر اللحظة المناسبة للانطلاق بحرية..
ذات يوم وجدت العربة نفسها تتحرك بقيادة أحد العمال في المجمع بعد طول انتظار، وكم كانت سعيدة بذلك.. فقد حانت اللحظة المناسبة.. فكرت العربة كيف تتخلص من تحكم العامل بها، وكيف تتخلص من الصناديق العديدة التي تثقل حركتها، ثم خطر في بالها فكرة شرعت في تنفيذها فورا.
انتظرت العربة حتى اقتربت من السلم الكهربائي عندها بدأت تتمايل بقوة، فسقط أحد الصناديق منها مما فاجأ العامل وجعله يفلتها ليلتقط الصندوق، وهنا دفعت العربة بنفسها لتنزل بسرعة عبر السلم الكهربائي.. وشقت طريقها وهي تحس بنشوة وإثارة، خاصة عندما رأت الناس تتطاير عنها بعيدا بخوف وارتباك!..
عمت الفوضى المكان وهي تشق طريقها غير آبهة بمن تصدمه أو تعيقه.. انطلقت بسعادة، وسخرت في نفسها من صديقاتها العربات الآتي خسرن هذه اللحظة المثيرة بسبب خوفهن من التغيير! عندما بلغت العربة نهاية السلم تآقت نفسها أكثر للتجول في خارج المجمع، فاندفعت نحو الباب الزجاجي الذي افتح فور إحساسه باقترابها، وابتعد من استطاع أن يبتعد عنها من الناس وهي تصرخ بنشوة وفرح..
فجأة ظهرت أمامها سيارة تعبر الطريق باحثة عن موقف لها.. لم تستطع العربة التوقف، فاصطدمت بقوة بالسيارة وسط دهشة الناس.. وعندما وقف العامل بقربها رأته يهز رأسه بأسف وهو يقول: " لقد تحطمت تماما.. ولم تعد قابلة للاستخدام مرة أخرى!" شعرت العربة بفداحة ما صنعته، لقد كان هذا جزاء تمردها وطيشها، بكت كثيرا وهم يحملونها بعيدا بعيدا حيث لن تستطيع الوقوف مجددا مع صديقاتها بانتظار من يتجول بها في أرجاء المجمع...
 حروف عربية
19/1/2012م

ليست هناك تعليقات: