‏إظهار الرسائل ذات التسميات وأجابني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وأجابني. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 31 يناير 2012

وأجابني7: ما مبادئك في الحياة؟

 أرسلت لصويحباتي: إن سألتك: ما مبادؤك في الحياة؟ فما جوابك؟

فكان جواب  أستاذتي (ب) شامخا بردها:
أنا مسلم لي في الحياة مبادئ * ورســالة لا تعرف التعقيدا
بيني وبين الحق أبــــواب إذا * أغلقتها صـار الثمين زهيدا
انطلقت إلـى الحياة وفي يدي * قلـــم أصيل لا يقــر جمودا
رب اجعلنا ممن كسره علمه فاستكان قلبه
أختي (ش) اختصرت قولها في جمل ثلاث:
"الصدق حتى في المواقف الصعبة، مساعدة الآخرين، الإتقان في العمل".
 أما صديقتي (هـ) فردت باستفاضة:
"يا له من سؤال صعب! أنا أؤمن بأنه إما أن أبذل جهدي في العمل الذي أقوم به أو لا أقوم به من البداية، أؤمن بأنا في زمن الفتن وأنا لا بد أن نكون على حذر وألا نكون إمعة ولاسيما في اللبس فلبس المرء يعبر عن شخصيته وفكره،أؤمن بأن على الإنسان أن يطور ذاته وأن يسعى للأفضل دوما وأن يلتفت لمشاكل أفراد أسرته أولا  وبعدها ينظر في مشاكل مجتمعه وأمته. هذا بعض ما أؤمن به ولا أعرف إن كانت مبادئ أو لا.."
ثم سألتني: ماذا عنك؟، فأجبتها:
"إن قلنا مبادئ قالوا الإسلام، لن أختلف معهم لكن أي مبادئ الإسلام تلك التي نطبقها؟ هذا هو السؤال؟
بالنسبة لي: أؤمن بالصدق، صدق القول، صدق الفعل، صدق المشاعر، عند التعامل مع النفس والغير خاصة، لا أحب ارتداء لباس الزيف والتملق ولا أطيق السكوت عن الخطأ ما دمت قادرة على تغيره للصواب، ولا أحب كذلك أن أتقمص جهد غيري، خير لي أن أكون صادقة في جهدي.
التضحية: أؤمن بها من أجل ما أو من يستحق.. تضحية بالوقت، بالمال، بالجهد لأجل النجاح الأنقى.
الاحترام: أساس كل شيء،احترامي لذاتي ولصحبي ومن حولي بالصدق ظاهرا وباطنا معهم، بمساعدتهم في تجنب الخطأ، احترام الدين وتعظيمه، احترام الثقافة وتقديرها، محاولة فهم الآخر احتراما له، وأظن أن احترامي لهذه الأمور وغيرها هو نوع من تعظيم إبداع الله في خلق ملكوت السموات والأرض.
التغيير والعطاء: أينما كنت حاول أن تغير للأفضل وتعطي من علمك من مواهبك وقدراتك للآخرين؛ لأن هذا واجبك اتجاه نعمة الله تعالى، شكرها بحسن القيام بها حتى لو كانت مجرد فكرة خطرت لك أو عملٍ بسيط، ما دمت أَلهمتَه فله حق الشكر بالتيقن من أهميته وتنفيذه باتقان.
مساندة الآخرين: والمساندة غير المساعدة، فهي توجهٌ ذاتي دون طلب الآخر، كل معرفة جديدة عندي أمنحها له، أفتح له أبواب الاعتزاز بالموهبة إن وجدت مفتاحها، اهتم لأمره.. وإن طلب أمرًا أخلص له المساندة لآخر نبضة قلب. إيجاد أعذار للآخرين ما داموا صادقين معي، غير هذا لا أضمن حسن ودي لهم.  
أظن أن هذه أحسن ما أحس بها من مبادئ وأظن أنها تقربني لله تعالى وتجعل عملي في طاعته."
فردت علي بلين: "بارك الله فيك، وجزاك خيرا، ووفقك لكل خير".. آمين يا رب.. جميعا.."

الخميس، 22 ديسمبر 2011

وأجابني5: ما الدعاء الذين تحبون ترديده دائما؟

ما الدعاء الذي تحبون ترديده دائما؟!
هكذا كان سؤالي هذه المرة، وبسرعة أجابتني (ع): "اللهم اجعل همي الآخرة، اللهم إني أسألك الإخلاص".
 واتفقت إجابة كل من( إ،ن) و(ح) على الدعاء الآتي: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" في حين اتفقت إجابة كل من  (ن) و(خ) بقولهما:" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
أما صديقتي العزيزة (إ) فأجبت بثبات :" سيد الاستغفار: اللهم ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
وردت علي (أ،ج): "اللهم ارحمنا برحمتك، واغفر لنا واكتبنا من عبادك الصالحين" و"اللهم أجرنا من النار"، بيمنا ردت علي (هـ، ب):الدعاء الذي أحب ترديده "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني"، وأجابتني صديقتي الغالية (هـ،ن): "أكثر دعاء أردده: اللهم وفقني لما تحب وترضى".
 ومن ذكريات الطفولة البعيدة قالت لي رفيقة الصبا (ن،س) أن دعاءها هو: "اللهم إني أسألك علما نافعا، ولسانا صادقا، وعملا صالحا متقبلا، ورزقا حلالا طيبا"، وكان ردُّ (و،ح): "اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت".
 وممن أجابني (خ، م) بدعائها: "اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن اتبعك من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. اللهم عافني واعفُ عني"، واستفدت (ب،ش) وهي  أخت بمنزلة المعلمة لي ترديدها: "اللهم اجعلني منك حييا، ولك تقيا، وعندك مرضيا".
وبحثت على لساني فوجدت أدعيتي بينهم، لكنما وجدت نفس أردد بقوة في الأشهر الماضية: "اللهم وفقه لما تحب وترضى، واغفر له، وأبدله خيرا"..
أنت يا زائري... ما أحب دعاء إلى قلبك النقي..؟



الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

وأجابني5: حوار مع المصمم مظفر الصارمي

الظروف جعلت من الأنسب أن أغادر الجامعة
أطمح لإنشاء شركة تدريب معتمدة، وقناة تهتم بالشباب
الأحلام مجانية فلا تجعلها في دائرة ضيقة

 أجرت الحوار: حروف عربية

قادته موهبته لطريق النجاح والإنجاز، ترك مقاعد الهندسة لينشئ مشروعه الخاص، منطلقا من  شعاره في الحياة "فكِّر عالميا وتصرف محليا" إنه مظفر بن محمود بن حمد الصارمي، صاحب شركة  Clickللحواسيب، والحاصل على المركز الأول في ملتقى التصميم بالجامعة2011م... شدتنا تجربته فأجرينا معه هذا الحوار:

ـ حدثنا عن بداياتك مع فن التصميم؟
كانت البداية في المراحل الإعدادية من الدراسة ولا أذكر السنة بالدقة ولكنها أقرب لـ 2002م، في الحقيقة لست مصممًا مُجيدًا، وإنما أهوى العمل في الحاسوب وقت الفراغ، فكان ما أراه في الشاشة أيقونات لبرامج يستهويني بريقها لمعرفة ما بداخلها، ولحسن الحظ كانت برامج رسومية، فالعدد الهائل من النقرات يوميًّا على تلك الأيقونات جعلني أتقن بعض هذه البرامج، وهذا يفسر كم كنت حقًا فارغًا!!.

ـ ما أسباب تركك للدراسة الجامعية؟ وفي أي كلية كنت تدرس؟
كنت في مقاعد كلية الهندسة (هندسة الكهرباء والحاسب الآلي Control)، لكن العيش بأسلوب آخر في هذه الحياة هو الذي دفع بي نحو هذا الاتجاه، في السنة الثالثة اعتقدت أن مصيري سيكون مصير الكثيرين من المتخرجين الباحثين عن عمل وسأردد معهم نفس العبارات... دوامي مُرهق.... لا أعيش يومي بسبب طول مدة الدوام.... ليس لدي الفرصة للجلوس مع العائلة.... 90% من وقتي ليس لي... لا أريد أن أقع في هذه الشباك فتجنبتها مُبكرًا... إضافة إلى ذلك أني بدأت في بعض أعمالي وكنت أحيانًا أُضطر للسفر خارجًا وكانت السفرات تصادف وقت التسجيل أو وقت الدراسة وهذا شكل صعوبة في الاستمرار، وما فقدته بعد خروجي ليس أكثر من شهادة في الهندسة أنا لا أبحث عن وظيفة بها.
أنا لا أحارب العلم بهذه الطريقة ولا أدعو الجميع لفعل ما فعلت، فلكلٍ أسلوبه الخاص في الحياة، ولكن الظروف جعلت من الأنسب لي أن أغادر الجامعة وأبدأ في ما خططت له مسبقًا. وعندما ذكرت أني لا أحارب العلم فبعد توفيق الله هذه المشاريع لم تقم إلا بعد دراسة مستفيضة وقراءة العشرات من الكتب ومشاهدة وحضور الكثير الدورات.

ـ ما طبيعة العمل الذي تمارسه الآن؟
أعمل كمدير لـ Click لبيع الحواسيب وصيانتها وبعض أعمال التصميم والمونتاج.

 ـ ما الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك لتحقيق مشروعك الخاص ؟
لم يكن هناك ما يعادل المعنى في كلمة صعوبة، ولكنها تحديات بسيطة في دراسة البيئة التجارية وتهيئة رأس المال والبحث عن رفيق يفهم أفكارك وتوجهاتك، ونحن في طور إعداد شركة التصميم ولم نعلن عنها بعد، والحاضر هو شركة Click للحواسيب.

 ـ حدثنا عن مشروعك وتجربتك فيه؟
بدأت عام 2007م بمكتب صغير في مسقط لمدة سنتين تقريبًا، وبعدها لتعذر وصول الزبائن المستهدفين للمكان قررت الشروع في خطة أخرى وهي العمل بدون وجود مقر والتسويق بالإنترنت، ثم جاءت فكرة Click.

 ـ التصميم فن... فبرأيك ما الأسباب التي تجعل المرء يتفوق فيه؟
لا شيء يعادل النتائج التي يصنعها المرء من رغبة عميقة في التعلم وحب تطوير الموهبة، وهذا قد يتحقق بعدة أمور منها:
- القراءة الكثيرة وحب استطلاع كل جديد.
- متابعة مستجدات الفن من خلال الإنترنت.
- الاطلاع على دروس المحترفين فيه ومحاولة محاكاتها.
- محاولة استنباط أفكار جديدة بناءً على ما اطلعت عليه.

 ـ ما البرامج التي تفضل استخدامها في التصميم؟
لا يُجدي كم البرامج التي تستخدمها مع ضحالة المعرفة فيها، فمصمم يعي ما يفعل يستطيع أن يُخرج ببرنامج الرسام وحده ما لا يُنتجه آخر ببرامج Adobe  مُجتمعة. والبرامج التي أستخدمها هي:
 Adobe Photoshop CS" ، Adobe Illustrator CS Adobe InDesign CS،Adobe AfterEffect CS، Adobe Premiere CS، Adobe Dreamweaver CS، AutoDesk 3Ds Max، "Kelk2010

ـ كيف تطور مهاراتك في التصميم؟
لن أضيف شيئًا إلى نقاط السؤال السابع.

ـ من يقف وراء نجاحاتك؟
نفس عصام سولت عصاما .. ولا أنسى فضل رجل عندما رآني أحمل شريط "البلاستيشن" وأنا صغير فقال لي: لن تُفلح ما دمت تقضي أيامك في اللعب، ومن حينها تغير تفكيري، والله فوق كل شيء.

 ـ ما أبرز المسابقات والجوائز التي حصلت عليها؟ والدورات التي شاركت فيها أو قدمتها؟
لم تكن لي مشاركات تذكر فهي قليلة جدًا، وإنما أحصل على بعض التكريم من المؤسسات التي عملت لها، واشتركت مؤخرًا في ملتقى التصميم 2011م بالجامعة حصلت فيه على المركز الأول. وقد قدمت عدة دورات في الجامعة خلال وجودي بها وأيضاً بعد خروجي، والتحقت بدورة في المعهد الأمريكي.

ـ  ما طموحاتك المستقبلية؟
إنشاء مركز تدريب بشهادات معتمدة من شركات إنتاج برامج التصميم كـ Adobe و AutoDesk ، ولكن بعناصر البيئة العربية. وإنشاء قناة تهتم بقضايا ومواهب الشباب في شتى المجالات.

 ـ  ما هواياتك الأخرى؟
التصوير وكرة القدم أحيانًا.

 ـ  ما شعارك في الحياة؟
فكر عالميًّا وتصرف محليًّا.

ـ بماذا تنصح المصمم المبتدئ؟
بأن الفاكهة لا تأكل غضة وإنما نصبر حتى تونع فتكون الثمرة حلوة.

ـ كلمة أخيرة؟
هنالك ما يستحق العيش من أجله في هذه الحياة، الأحلام مجانية فلا تجعلها في دائرة ضيقة، بل اجعل آفاق التفكير رحبة ومع توسعها أيقن أن لا شيء مستحيل، لا تقل مد لحافك على قد ثوبك فلم أر أوغل في التقهقر من هذا المسلك.

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

وأجابني4: ما أمنيتكم في العيد؟

سألتهم ما الأمنية التي تودون أن تتحقق هذا العيد؟ وما أمنياتكم للعام الجديد؟
أجابتني (ر): أتمنى في هذا العيد أن يشفي الله جدتي العزيزة   Jأتصدقين.. أنا لا أود أن يغادر هذا العام؛فقد حققت فيه أماني عديدة لم أكن أحلم بها!، ولكن أتمنى في العام الجديد أن أتوظف J.
في حين قالت لي (ح) بأمل: أتمنى أن أرى الابتسامة في وجه كل شخص. وفي العام الجديد أتمنى أن أراكِ (أي حروف عربية)، وأن يرزق الله أختي بطفل، وأن تنتهي المشاكل التي بعائلتي. ثم بنبرة باسمة: الأمنيات لا تنتهي!!
أما (أ) فأجابت: أمنيتي أن تبقى عمان بسلام وتنتهي حرب حوادث السيارات التي تقتل الفرح في قلوب الأمهات!
صديقتي (إ) فقد أجابتني باستفاضة قائلة: حقيقة "كثيرا" ما يتمنى الإنسان، وكثيرة هي الأمنيات التي يصبو لتحقيقها، أمنيتي لهذا العيد أن يجد كل شخص فرحة العيد ويستمتع بها، أما أمنيتي للعام الجديد: أن تمحى كل مآسي هذا العام فقد أثقل بأحزان عمت أنحاء العالم، أتمنى أن يولد عمر جديد تعشش فيه حمامة السلام للأبد..أمنيتي في الحياة كأي مسلم ذاق حلاوة الإيمان.
لقد أضحكني رد أخت صغيرة ما زلت بالجامعة قالت: أمنيتي للعيد أن ننجز عمل مجموعة اللسان العربي في أسرع وقت ممكن..ههJ  (في نفسي رددت: الله يعينك) وللعام الجديد شرق أوسط حر بدون عنف وثورات منتصرة! والنجاح لي ولمن أحب ولمرسل الرسالة الظريفة هه J (شكرا على الأمنية).
هكذا كانت أمانيهم لا تنسَ الأحباء ولا والوطن ولا الذات! أما أنا فأتمنى السعادة في هذا العيد لكل من عرفتهم.. أتمناها للوطن العربي بأسرة، وللعام الجديد أتمنى أن أحقق مشروعي في مجال أدب الطفل، واستمر في تحقيق أهدافي لهذا العام.. أتمنى أن أكون بخير، وللوطن أن يظل بنماء..

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

وأجابني3: أنا خانني صدقي ودمرني وفائي

" أنا خانني صدقي ودمرني وفائي!"
بيت للشاعر كريم العراقي منذ قرأته أول مرة دفعني للتفكير: هل فعلا يمكن أن يخون الصدق صاحبه؟ هل يمكن لوفائه أن يجرَّ عليه الويل؟
ورغم غرابة أو سذاجة السؤال كما قد يخطر بذهن بعضنا، فقد وجهته لمن وجهته وحصدت هذه الإجابات: قالت لي (ش): "عندما يكون الآخر خائنا لا ينفع معه الوفاء، أما الصدق فقد تبدو نتائجه وخيمة ولكن مهما طال الزمن فسينتصر الصدق"
وأجابتني (م): " ممكن إن لم يضع حدًا لوفائه" وعندما سألتها: كيف ذا؟ أضافت:" لكل شيء حد أو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، كالشخص الطيب جدا يسمح للآخرين باستغلال طيبته لصالحهم، وكان عليه أن يعلم وقت الطيبة ووقت الشدة والحزم" وهي تريد كذلك الصدق والوفاء يجب أن نعرف لمن ومتى نوجهه ونكنه!!
بصراحة أجابت (ر):"نعم، يمكن للصدق أن يخون صاحبه إذا كان الصدق يؤثر سلبا على العلاقات المهنية والاجتماعية، ويقابله سوء الظن من الآخر!"
وبعكس ذلك أجابتني (خ):"أرى أن الصدق لا يمكن أن يخون صاحبه، والوفاء لا يدمره إلا بعد أن يكتشف أن الذين نذر لهم صدقه ووفاءه لا يقيمون لقيم النبل والإنسانية قيمة، أو من الذين ينخدعون ببريق المادة الزائف وفي هذه الحالة لن يخونه الصدق  ولا الوفاء بقدر ما يكون هو من فرط فيهما...يذكرني هذا بقول الشاعر:
فما بالي أفي ويُخان عهدي* وما بالي أصاد ولا أصيدُ
وبحيرتها أجابتني (هـ)" لا أفهم كيف يخون الصدق صاحبه؟! وعلى كلٍّ هذا البيت ربما ينطبق على تجربة مرَّ بها الشاعر ولا يمكن تعميمها. ما أعرفه أن الصدق والوفاء خصلتان حميدتان حثَّ عليهما الإسلام، واتصف بهما نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، وعلينا التمسك بهما والمحافظة عليهما، فإسلامنا لا يحثنا بإتباع إلا ما فيه خيرنا وصلاحنا"
لا أعقب على السابق، وأترك لكلٍّ رأيه.. أنا عندما قرأت البيت قبل ثلاث سنوات كتبت هذه القصة ( وقد حازت على المركز الأول بالمسابقة!):
 لكل رأيه أنا عندما قرأت البيت كتبت هذه القصة وقد فازت بالمركز الأول في إحدى المسابقات:
"هل خانني صِدْقِي..؟!"

جلس مستنداً على جدار المسجد،وبدا لمن يراه هادئ البال، إلا أن نفسه كانت تموج بالقلق والألم، اسند رأسه إلى الجدار متنهداً بعمق قبل أن يلتقط هاتفه الجوال ويضغط على أزراره الصغيرة، لينتظر ثوانٍ قبل أن يسمع صوت محدثه الذي حياهُ بصوت بعث بعض الراحة في نفسه، رغم أنه كان يظن أن أخاه لن يرد على اتصاله هذا..
قال له بخفوت خالطه شئ من الحياء: بدر أحتاج أن أكلمك..
-       هاأنا ذا استمع إليك.. كيف حالك الآن؟
-       بخير...
-       صوتك حقاً لا يوحي بذلك..
اعتدل في جلسته وتسارعت نبضات قلبه وصمت للحظة قبل أن يتجرأ على تردده ويسأل بخفوت: ألا يزال والدي غاضباً؟
كان يتوقع من أخيه عبارة تواسيه إلا أنه تفاجأ به يرد بنفاذ صبر: لماذا لا تسأله بنفسك؟؟
سكت وقد صدمه الجواب إلا أن أخاه تدارك الأمر قائلاً: أنا آسف لم أقصد شيئاَ.. ولكن كان عليك بالفعل ألا تعود للجامعة قبل أن تصلح ما فعلت.. اتصل به وحادثه، لا تترك الأمور معلقة هكذا.. أنت لم تعد صغيراً..
مسح بيده على جبهته بارتباكٍ وتسلل الألم إلى صوته وهو يهمس: بدر..أنا لم أعد أجرؤ على محادثته بعدما حصل، أرجوك أحتاج لعونك.. قل له أني لم أكن أقصد وأ..
قاطعه أخوه هاتفاً: وهو يدرك ذلك.. ومما تخشى أن يردك خائبا؟!ً أعلمُ أنك تود مني أن أيسر سبيل محادثته، لكني لن أفعل، عليك أن تجد حلاً لذلك بنفسك.. عليك أن تعود للبيت مثلما خرجت منه.. أنت لن تقضي عمرك كله بالقرب من الجامعة!! أريد منك أن تبادر فقط وستجدني حينها بقربك..
وأنهى المحادثة..
أطرق برأسه محدقاً في لا شئ، لم يكن يتصور أنه في يوماً ما سيعيش منبوذاً من أسرته لا يستطيع الرجوع إليها متى شاء، بسبب خطأ لا يستطيع القول أنه لم يكن يتعمده كان يدرك ما يفعل، لكنه أبداً لم يرد أن تصل الأمور إلى هذا الحد... تنفس بعمق ناظراً إلى كتبه المكدسة بجانبه.. هو حقاً لا يستطيع المذاكرة وذهنه يأبى إلا أن يعيد علية كل لحظة ما قد حصل، والله وحده الذي يعلم كيف ستمر عليه امتحانات هذا الأسبوع!
حاول أن يمسك أحد كتبه، فجعل ينظر لذات الصفحة وذهنه مشتت ما بين أيام خلت وما بين طالبان أخذا يتجادلان في أسئلة امتحان إحدى المواد، غبطهم لأنهم انتهوا منها في حين أنه لا تفصله عنها غير سويعات قليلة وهو لا يقدر على استذكارها،؛ لذلك أثارت تلك النقاط التي يتحدثون عنها شيئاً بنفسه وفكره، وخيل له كأنه يسمعها لأول مرة! مما دفعه إلى أن يقلب صفحات كتابه ودفتره علّه يستعيد سطراً حواها.. ولكن ما الفائدة ستكون هنالك أسئلة أخرى غير هذه عليه أن يذاكر للإجابة عنها.. !!
غير أنه ظل شارداً حزين القلب... تكاد دمعة ترقرق في مقلتيه!!!
ـ ـ ـ ـ ـ
صباح يوم جديد..
ومؤلم..
يفيض بالقلق وسط قاعة الامتحان.. وفكر في نفسه أنه من المؤسف أن يتعثر في مادة هو يحبها ويحترم من يعلمه إياها, ترى هل ينتهي به المطاف إلى حذفها بعد هذا الامتحان؟
" الامتحان واضح وسهل وفي مقدور من استذكر جيداً أن يحله في وقت لا يتجاوز الساعة، لذا أتمنى أن أرى درجات كاملة.. بالتوفيق.."
نطق بها الدكتور وهو يوزع الأوراق منتشلاً إياه من شروده، ومضاعفاً موجات القلق في نفسه..
بدأ يحل أسئلة الامتحان مستعيناً بمخزون الذاكرة، قبل أن تصدمه الأسئلة الأخرى وتوقعهُ ما بين الإحجام والإقدام...
كيف حصل هذا؟!!
 وأي مأزقٍ أوقع فيه نفسه هذه المرة؟؟!
ـ ـ ـ ـ ـ

خرج من قاعة الامتحان ممتقع الوجه، فسأله زميله متعجباً: ما بك؟ كيف كان الامتحان؟ لا تبدو..
وبتر عبارته حين أحس أنه لا يستمع إليه إلا أنه أجاب متنهدا على نحو فاجأ زميله الذي اعتاد تفوقه: أنا.. لا شئ والحمد لله على الامتحان..
ثم اندفع مغادراً وسط استغراب زملائه الذين لم يبلغهم إلا زفرة وهو يهمس" يا الله.."
حتى عندما حاول أحدهم أن يستشف ما به وانطلق خلفه، لم يستطع اللحاق به..
كان قد اختفى عن ناظرهم في لحظات..
أما هو فكان مؤنب الضمير.. لقد درس مع هذا الدكتور مقررين ولم يسبق أن تشابهت أسئلة الامتحانات.. فلماذا اليوم كانت نفس الأسئلة التي بلغت مسمعه من الطالبان في المسجد؟؟؟!!
لماذا؟!
لم يدرك ماذا يفعل.. لقد حلها ونفسه تنازعه.. لم يكن يوماً طالباً يميل للغش في الامتحانات حتى عندما كان في المدرسة، أنه يدرك كم هو بغيضٌ أن تسرق مجهود الآخرين وأنت تنام قرير العين.. معنى أن تخون شيئاً في نفسك يحضك على الأمانة.. كان يدرك معنى.."..... ليس منا"!!
وما الذي فعله اليوم؟ إنه يحس أنه غش أسئلة الامتحان حتى وإن لم يقصد، هل كان محتاجاً لأنه لم يستذكر جيداً؟
 هو لم يكن يعلم...
 هو لم يرضى عما فعل..
 وكان عليه أن يتخذ قراراً ما... وأي قرار؟
ـ ـ ـ ـ ـ

خرج من استراحة الطلبة بعد ساعتين كاملتين متوجها نحو مكتب الدكتور بعد أن استعاد بعضاً من هدوءه.. كان عليه أن يختار..!!
واختار الصدق!
استقبله باسماً وهو يسأله: كيف كان الامتحان؟
بدا الارتباك عليه وهو يجيب بخفوت متحاشياً النظر مباشرة إليه: جئتُ أحدثك عنه..
استغرب الدكتور الأمر قليلاً وقد بدأ يحس أن طالبه هذا لا يبدو كعادته.. سأله: في ماذا ألم يكن الامتحان بسيطاً؟
رفع ناظريه ناحيته مجيباً: بلى.. ولكن ألم يكن نفس امتحان المجموعة الأخرى؟!
استوقف السؤال الدكتور وضيق عينيه محاولاً أن يستشف ما يود هذا الشاب الواقف أمامه الوصول إليه، في حين أنه عاجله والجاً صلب الموضوع بنبرة خافتة: لقد.. كنت بالأمس في المسجد عندما كان طالبان يتجادلان حول أسئلة الامتحان.. أنا لم أكن أعلم أنها ستكون ذات الأسئلة..
وهز كتفيه وهو يدرك صعوبة موقفه مستطرداً: وحللتها..
وكانت قسمات وجه الدكتور توحي بصدمة.. وغضب! ظهر جلياً في صوته وهو يهتف: بمعنى آخر أنك غششت أسئلة الامتحان..
حاول الدفاع عن نفسه: لكنني لم..
فقاطعه الدكتور قائلاً:ماذا؟؟ تود أن تقنعني بأنك لم تناقشهم فيها أيضاَ..
ردّ محاولاً حل المأزق الذي وقع فيه: دكتور لو قصدت لم آتي لأخبرك بما حصل..ثم أنت تعرفني من قبل و..
 قال له ضاغطاً على حروف كلماته: لأني أعرفك لم أتوقع منك هذا.. اعتبر أنك لم تمتحن قط!!
صدمته تلك العبارة فلاذ بالصمت، وحتى عندما تدارك نفسه قليلاً وحاول أن يبين موقفه كان الدكتور يشير له بالخروج من مكتبه وهو يقول بعنف: من الرائع أن تخون ثقة الآخرين بك..!
ـ ـ ـ ـ ـ

سار غير مصدقٍ لما حصل ما بين أشجار الجامعة، كان صعباً عليه أن يستوعب الموقف بأسره.. أن يرى الامتياز بعيداً عنه وهو الذي لازمه في سنواته السابقة..وكان يفكر فيما يفكر أن كيف يستطيع كتم ذلك عن الآخرين!
لأول مرة يحس أن صدقه خانه وأوقع به.. ويا له من شعورٍ مريرٍ وقاهر..
رنَّ هاتفه الجوال على نحو مفاجئ، حتى أنه لم يدرك مصدر الرنين للحظات بسبب انشغال فكره.. ولم يكترث للنظر إلى شاشته الصغيرة ليعرف من يتصل به، لكنه ما إن سمع صوته، حتى خفق قلبه بشده..آخر شخص يتصوره..
حتى أنه استغرق مدة ليستطيع الاستجابة له بصوت متعثر غير مصدق: أبي؟؟!!
وبصوته الوقور أجاب: أمر مفاجئ صحيح؟!.. لقد اخبرني أخوك بما جرى من حديث بينكما.. قلقت عليك..
صمت ليستوعب الموقف، لطالما كان والدهم قريباً منهم بعد وفاة أمه، كان يكن له إعجابا خفياً بشخصه وخلقه وسعة اطلاعه.. لكن ما حصل....!
وبصعوبة استطاع أن يقول بصوتٍ ملؤه الحرج: أنا.. آسف..
وكأنما شعر بوالده يبتسم وهو يجيب: لا عليك.. قل لي كيف دراستك؟؟
حاره السؤال إلا أنه أجاب:دراستي.. بخير..
قالها وعض على شفتيه ألما، أحس أنه يكذب على والده بعدما حصل له،ألا تكفي الكذبة الأولى التي حالت بينهما.
 لام نفسه وتمنى لو يستطيع البوح بما جرى لوالده كما تعوّد دائماً...
- " ما بك؟ لما يبدو صوتك متعباً؟"
- أنا.. لا شئ..
صمت والده للحظة قبل أن يقول: لا عليك استطيع أن أفهم.. سأتصل بك لاحقاً.. اتفقنا؟..
ولم يستطع الاعتراض... وما إن أنهى الاتصال حتى غرق من جديد في بحرٍ من الشرود القاسي.. أي شئ ذك الذي خسره في غضون أيام.. بل ساعات!
هل هي مجرد لحظات عابرة أم أنها ستحطم ما عاش به من سنين، كيف لم يجرؤ على الاعتذار لوالده وانتظر حتى بادره بنفسه، كيف تحطمت صورة الطالب المجتهد الصادق قبل لحظات وهو الذي عاش عبر إطارها منذ صغره، وكيف حدث أن خان الصدق مرة فخانه صدقه على نحو مرير!!!
فجأة قفز إلى مخيلته خاطر جعله يلتفت ناظراً تجاه كليته رغم عدم قدرته على رؤيتها من تلك المسافة، وهو يتساءل في قرار نفسه: ترى هل كان الدكتور يقصد ما يقول أم....
.......
تمت