السبت، 23 مارس 2013

أخلاق

قال الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - في كتابه (من أخلاقنا الاجتماعية): "والجماهير دائماً أسرع إلى إساءة الظنّ من إحسانه، فلا تصدق كلَّ ما يُقال وإن سمعته من ألف فمٍ، حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق مَن شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته وخلُوّه عن الغرض والهوى، ولذلك نهانا الله تعالى عن الظن، واعتبره إثماً لا يغني من الحق شيئاً".
............................
وإذا كانت الدنيا مزرعة للآخرة أو مطية لها، وأنها ليست الدار التي يهتم لها المصلحون إلا لما بعدها، كان الالتفات إلى العقيدة والاهتمام بشأنها أهم، والنفس لا تعمل عملاً إلا عن باعث، سواء كان هذا الباعث رغبة أو رهبة؛ فصاحب الخلق الحميد تَخلَّق به إما رغبة في اكتساب رضا الله - سبحانه وتعالى - ثم رضا الإخوان، وإما خوفًا من غضب الله - تعالى - ثم سخط الناس، ولو أرضى بفعله وأدبه الناس سوى المولى - عز وجل - كان في ذلك ما لا نحب له، وربما حصل له ذلك من غير شعور منه بأنه أخل بالعقيدة، والسبب في ذلك أنه غذي من صغره بالآداب الظاهرة من غير التفات إلى انبعاثها من قلب متمكن في الإيمان، وإذا تبين لنا أن التأديب لا بد منه، وأن الآداب لا بد أن تكون منبعثة من عقيدة، وإذا كان معلومًا أن النفس لا يمكن إخضاعُها تمامًا إلا بالدين الذي لا تستغني عنه نفس واحدة "فمن لم يخضع للدين الحق كان دينه هواه" - كان تعليم الدين الأساس الأول في تقويم الأخلاق وإصلاحها، وكان لا بد منه في المنزل والمدرسة والحياة الاجتماعية؛ فالمنزل وحده لا يستطيع أن يقوم بالتربية، وإن كان هو الأول الذي يؤسس الأخلاق في نفس الطفل؛ فإذا بزغ الطفل ووجد أبوين صالحين وإخوة صالحين اقتبس منهم جميع حركاته وسكناته، ونشأ صالحًا بسبب التقليد، وإذا وجد البيئة المنزلية على العكس شب وقد تخلَّق بما اقتبسه منها، مما يعسر بعد ذلك إصلاحه.
رابط الموضوع:http://www.alukah.net/Sharia/0/52125/#ixzz2ONtQa3aY
............................

ليست هناك تعليقات: