الاثنين، 12 نوفمبر 2012

تلخيص محاضرة (توليد المعاني في العربية)/ أ.د فاضل السامرائي


قدم قسم اللغة العربية وآدابها يوم الثلاثاء (6 نوفمبر 2012م) محاضرة بعنوان توليد المعاني في العربية، ألقاها أ. د. فاضل السامرائي، بحضور عدد من أساتذة القسم وطلابه.

وهذا ملخص للمحاضرة:

تتولد المعاني في اللغة العربية بوسائل متعددة يمكن تقسيمها إلى قسمين:

-         وسائل توليد معاني المفردات.

-         وسائل توليد معاني الجمل.

وسائل توليد معاني المفردات متعددة، منها:

1-   الوضع: وهو أولى الوسائل وأقدمها، مثل: قمر، شمس، جبل. وقد تضع اللغة ألفاظا للتعبير عما يستجد من أمور في الحياة.

2-   الاشتقاق: وهي من أهم وسائل توليد المعاني، وذلك كاشتقاق الأفعال واسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة..إلخ. وقد اشتقت العربية ألفاظا كثيرة، مثل: المذياع، الهاتف، السيارة، الدبابة، الطيارة، الغواصة.

3-   التصرف والجمود: قد يفيد كلاهما توليد معنى جديد، فقابلية الكلمة للإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأثيث وما إلى ذلك، نحو (مهندس، مهندسة، مهندسين، مهندسات...) يولد معنى جديدا على الأغلب.

والجمود مثل أفعال المدح والذم (نعم، بئس) ولّد معنى جديدا حين أصبح لها دلالتها الخاصة واستعمالها الخاص.

4-   الحركة والسكون: تولد الحركات والسكون في بنية الكلمة معنى جديدا، مثل: قدِم بكسر الدال إذا آب من السفر، وقدُم بضم الدال صار قديما، وقدَم بفتح الدال تقدم القوم.

5-   الصيغ المختلفة كاسم الفاعلن واسم المفعول، والمصادر، وأبنية الزمان والمكان وغيرها، كل صيغة لها دلالتها، فمثلا الفِعالة في المصادر تفيد الحرفة كالتجارة والصناعة والسقاية، وأفعل في الصفات المشبهة تدل على الألوان والعيوب نحو أحمر وأعور.. وغير ذلك من الأوزان ومعانيها.

6-   الإعلال والتصحيح: قد تكون لفظتان من مادة واحدة إحداها معلة والأخرى مصححة وقد خصت العربية كلا منها بمعنى، نحو حار وحوِر. فالقياس في حوِر أن يحصل فيها إعلال لتحرك الواو وانفتاح ما قبلها فتكون مثل (حار) لفظا إلا أنهم لم يعلّوها لتفيد معنى آخر، فمعنى حار رجع، وأما حوِر فإنها من صفات العين.

7-   الإدغام والفك: قد تكون كلمة مدغمة وأخرى من نفس المادة مفكوكة الإدغام وكل منهما له معنى خاص، مثل: ألّ وألل، فمعنى ألّ طعن ووطىء، ومعنى ألل تغير وفسد.

8-   الإبدال: من ذلك الوِرْث ةالإرث، فهمزة الإرث مبدلة عن واو وأصلها ورِث إلا أن الإبدال كان لمعنى فقد قيل أن الوِرث والميراث في المال، والإرث في الحسب.

9-   الإلحاق: وهو أن تزيد حرفا أو حرفين على تركيب زيادة غير مطردة في إفادة معنى ليصير ذلك التركيب بتلك الزيادة مثل كلمة أخرى في عدد الحروف وحركاتها المعنية والسكنات...، مثل: جلب وجلبب، فمعنى (جلب الشيء) ساقه من موضع إلى آخر، ومعنى (جلبب) ألبسه الجلبلب.

10-                     النحت: هو أن تأخذ كلمة من كلمتين، نحو الهيللة والحوقلة والبسملة والحمدلة... وهو قليل في اللغة.

11-                     التركيب: هو أن تتركب كلمتين فتصيرا كلمة واحدة، فيحدث التركيب معنى جديدا، نحو لولا ولوما وكأين وغيرها.

12-                     التعريب: من أهم الوسائل في التوليد، ومن الكلمات المعربة: الصولجان، المغناطيس، التلفاز.. إلخ.


وأشارت المحاضرة للجانب الآخر من توليد المعاني وهو (وسائل توليد المعاني من الجمل) إشارة سريعة، ومن الأمثلة على هذا الجانب:

-         الجمع بين الألفاظ والصيغ ذات الدلالات المختلفة في الجملة:

ففي قوله تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليها تبتيلا)

جاء بالفعل ولم يأت بمصدره، بل جاء بمصدر فعل آخر ليولد معنى جديدا، (تبتل مصدره تبتّلا) و(بتّل مصدره تبتيلا)، وصيغة فعَل (بتّل) تفيد المبالغة، وصيغة تفعّل (تبتل) تفيد التدرج.

فجمع بين التدرج والكثرة، وجاء بالفعل لمعنى التدرج وجاء بالمصدر لمعنى آخر وهو التكثير، وبدأ بالتدرج وانتهى بالكثرة وهو توجه تربوي سليم، وجمع كذلك بين الحدوث والثبوت.

 
وانتهت المحاضرة ببعض المناقشات بينت أن من الوسائل الأخرى لتوليد المعنى: تغير علامة البناء في مثل (أنتَ وأنتِ)، والتنوين في المبنيات مثل (صهْ وصهٍ) وغيرها من الوسائل.

وبينت المناقشات أن لوسائل الإعلام دورا كبيرا ومسؤولية في نقل الألفاظ المولدة لتناسب مستجدات الحياة  ـ بجهود المجامع وغيرهاـ لعامة الناس حتى يألفوا استخدامها من أجل الحفاظ على اللغة العربية.

وللمزيد حول موضوع المحاضرة يمكن مراجعة كتاب الدكتور السامرائي (الجملة العربية والمعنى).

 

ليست هناك تعليقات: