الأربعاء، 25 أبريل 2012

(ح) الحمامة والعصفور الصغير

(ح)
الحمامة والعصفور الصغير

عندما كانت الحمامة تحلق في السماء مستمتعة بالجو الجميل، لمحت شابا يصوب بندقيته باتجاه عصفور صغير واقف فوق غصن إحدى الأشجار، كانت الحمامة تعرف ذلك العصفور جيدا، إنه ابن صديقتها العصفورة العزيزة! لكن ماذا يفعل هنالك وحده؟!
اندفعت الحمامة بسرعة نحو العصفور، واستطاعت أن تنقذه في اللحظة الأخيرة من رصاصة كادت تقتله، حملته بعيدا وقالت له موبخة: ما الذي دفعك لمغادرة عشك لوحدك، ألا تعلم خطورة ذلك، قطعا هربت دون علم أمك!
أجابها العصفور الصغير المذعور بصوت مرتجف: أنا آسف.. لقد حذرتني أمي من الصياديين لكنني تجاهلت تحذريها وخرجت من دون إذنها.. يا إلهي كم أنا خائف، كدت أن أموت بطلقة الصياد..
قالت له الحمامة وهي تحمله إلى بيته الآمن: هذا جزاء عصيانك لأوامر أمك، تصور حزنها عليك لو حلَّ بك مكروه..حمدا لله أنك ستعود إليها سالما وقد تعلمت الدرس.
سكت العصفور مطرقا برأسه وقلبه ما زال ينبض بخوف، احتمل توبيخ أمه وعقابها دون أن يتذمر.. لقد فهم أن أوامر أمه خوفا عليه وليس تقيدا لحريته.. يكفيه أنه عاد من هذه التجربة الرهيبة سالما.

ليست هناك تعليقات: