الأربعاء، 25 أبريل 2012

(ج) الجندب والجرادة

(ج)
الجندب والجرادة
قال الجندب لجارته الجرادة: جارتي العزيزة، إني أنتظر ضيوفا أعزاء بعد يوميين وأحتاج منك بعض الأغطية لينعموا بليلة دافئة في بيتي. أجابته الجرادة بكرم: لا تقلق يا جاري العزيز، سأجهزها لك وأحضرها مساء اليوم، وأنا مستعدة لأي خدمة تريدها.
فرح الجندب بكرم جارته الجرادة، وانتظرها مساء كما وعدت، فطال انتظاره ولم تأتِ! قلق الجندب ليس من عادة جارته إخلاف مواعيدها. ذهب إليها صباحا، طرق باب بيتها فلم يتلق جوابا، عاد عصرا، ثم مساء.. لم تكن في بيتها، وغدا سيأتي ضيوفه..ما عساه يفعل؟
عاد لبيته مكسور الخاطر، مستنكرا فعل جارته الجرادة، تركته في هذا الموقف العسير دون تفسير، جالت بخاطره الظنون، حتى تملكه الغضب من جارته الغدارة! وبات ليلته عاتبا حزينا غاضبا.
أشرق الصباح وهو يحاول تدبر أمره، وعند الظهيرة جاء ضيوفه المرتقبون، وبينما هم يتبادلون الحديث سمعوا دقا متتابعا على باب البيت، ذهب الجندب ليفتح بابه عجلا، فتفاجأ بجارته الجرادة تبدو عليها علامات الإرهاق وعلى ظهرها تحمل الأغطية الموعودة، وقبل أن يسأل بادرته: اعتذر لتأخري عليك، وجدت أغطيتي تالفة، فذهبت من فوري لسوق الحشرات، اقتنيت أغطية قطنية مزخرفة بخيوط الحرير..وعدت مسرعة ولولا مسافة الطريق البعيدة وثقل الأغطية لكنت هنا منذ الصباح!
شعر الجندب بالخجل الشديد من سوء ظنه في جارته الجرادة، وأخذ يعتذر لها بصدق أمام كرمها ووفائها العظيم، دعاها لمنزله وقدمها لضيوفه بفخر، فليس ثمة من يمتلك جارة وصديقة بهذا الوفاء غيره.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قالت صديقتي أن هذه القصة أعجبتها!!
شكرا صديقتي.. استغربت وسعدت..