الجمعة، 2 ديسمبر 2011

في حياتي كتاب2


غواية المجهول
عمان في الأدب الانجليزي

"صورة عمان في الأدب الإنجليزي مختلفة كليا عن هذا الحضور الضامر في الأدب العربي، إنها صورة تكاد تستغرق كل أجناس الأدب الإنجليزي، من شعر وقصة ورواية ومسرحية ومقالة وأدب رحلة. ويقف المرء مندهشا من ثراء هذه الصورة وتلونها من عصر إلى آخر"
بهذه الكلمات قدم الدكتور هلال الحجري ـ الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها- إصداره الجديد "غواية المجهول.. عمان في الأدب الإنجليزي" الذي طبع بطبعته الأولى 2010 في مؤسسة الانتشار العربي بدعم من النادي الثقافي بالسلطنة.
يهدف الكتاب إلى دراسة صورة عمان في الأدب الإنجليزي كما وضح مؤلفه في مقدمة الكتاب، تلك الصورة المغايرة كليا للصورة الحاضرة في الأدب العربي، مما دفع مؤله لاختيار اسم "غواية المجهول" ليدلل به عن رغبته في الكشف عن السر الذي أغرى الأدباء الأوروبيين والأمريكان للكتابة عن بلد غارق في العزلة والصمت مثل عمان! منتهيا إلى أن سحر المجهول ومكيدته وغوايته يفعل فعل السحر في نفوس الأدباء والشعراء والرحالة ويدفعهم لاكتشافه والكتابة عنه!
يحتوي الكتاب على ثلاثة فصول، تتضمن نصوصا اختارها المؤلف وترجمها من الأدب الإنجليزي، تتصل بعمان مكانا وشخوصا وثقافة. الفصل الأول يعنى بمجال الشعر ويتضمن نصوصا لشعراء مشهورين ومغمورين كتبوا عن مسقط وهرمز وظفار والربع الخالي وبحر عمان، كما يتضمن شعرا في مديح السيد سعيد بن سلطان وجياده العربية، وكذلك قصائد من الشعر الإنجليزي الحديث تصف أمكنة وأنماطا ثقافية في سلطنة عمان في الوقت الحالي.
أما الفصل الثاني فيعنى بالرواية، وقد ناقش فيه المؤلف رواية الكاتب الإنجليزي هامند إنس "عمان الواحة الذهبية" التي تدور أحداثها في عمان خلال الخمسينات من القرن العشرين، ونشرت أول ما نشرت بلندن 1960.
وأتى الفصل الثالث للحديث عن أدب الرحلات، بالنظر لكونه جنس أدب مستقل في الأدب الغربي يتميز بالثراء، فعمد المؤلف لعرض تفصيل وصفي لأهم الرحلات البريطانية في عمان، وانتقى نموذجا لها ممثلا في رحلة القنصل البريطاني صمويل مايلز إلى الجبل الأخضر سنة 1876م.
الجدير بالذكر أن الكتاب يتميز بلغة أدبية راقية، ويتضمن نصوصا شائقة ماتعة تدفع القارئ إلى الوقوف عليها والتأمل في تحليل المؤلف لها، ويمثل الكتاب دراسة مهمة تضاف لسجل الدراسات المتتابعة حول الأدب العماني أو المتصلة بآثار عمان وأدبها في الآداب الأخرى.

ليست هناك تعليقات: