الأحد، 13 يناير 2013

اللغة فن وحضارة

 
أعجبني التصميم فقط فاستخدمت الصورة

اللغة فن وحضارة:
وأنا أقرأ مقدمة منذر عياشي في ترجمته كتاب النقد والحقيقة لرولان بارت، لفتت انتباهي هذه الفقرة: ".. بما أن اللغة هي الإنسان ناطقًا وكاتبا كتعبير عن الذات، وهي الإنسان فاهمًا ومحللا ومفكرًا في الآخرين وفيما حوله من كونٍ لا يتمثل ولا يتحقق إلا في هذه الرموز والإشارات الذهنية التي نسميها اللغة. من هنا فإن الأصل في وعينا الثقافي هو أصل لغوي، وإذا ما استعدنا هذا الوعي فإننا نستعيد أصلا من أصولنا الحضارية".

لماذا يكره الطلاب العربية؟

عدم الوعي بحقيقة اللغة يبدو لي جوهر المشكلة، فاللغة ليست سبيل تواصل وإبلاغ يتحقق فهمه حتى لو اختلت بعض قواعده، "اللغة هي الإنسان ناطقا وكاتبا معبرا عن ذاته، فاهما محللا ومفكرا في الآخرين" اللغة تعبير عن (الأنا والآخر) ـ في المقام الأول ـ يوصل للفهم والتفاهم، وهذا الهدف ـ الذي يريده الجميع ـ لا يتحقق إلا إن كانت أساليبه وقنواته سليمة!..

لو فقط استطعنا أن نوضح لمن يستخف باللغة جوهر قيمتها الحقيقي وأنها وعي من أصولنا الحضارية سيحقق بنفسه الاعتزاز (باللغة هوية)، بيد أننا نردد أن اللغة هوية دون أن نفسر ذلك..

 ليست العربية نحوا وصرفا وبلاغة ونقدا... إلخ، هذه مجرد أدوات تشكل اللغة العربية، وإيجادتها تمنح سلطة التأثير في الآخر، إفهاما، إقناعا، نصحا، إرشادا..

ليس مطلوبا من الطلاب تعلم علوم العربية لذاتها بل لهدف أسمى، يطمح به الإنسان أن يصل لأرقى سبل التعامل الحضاري مع ذاته وغيره ثم الكون من حوله.

اللغة فن نطقا وكتابة، وجمال يحرك العالم بأسره، والعربية كغيرها من اللغات جزء من ذلك الهدف، وهذا الفن والجمال، ولا تحتاج إلا أن نستعيد هذا الوعي بها، وعيًا حضاريا.

ليست هناك تعليقات: