السبت، 17 نوفمبر 2012

حنتوش! قصة لطفلة فلسطينية

حنتوش
قصة الطفلة الفلسطينية التي فازت بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية
 
اسمي "صالحة"، أنا من مدرسة (عرب الجهالين)، أعيش في خيمة صغيرة في (وادي أبو هندي)، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة, حيث يتدربون على إطلاق النار في منطقة الزراعة.
يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.
الطريق هنا وعرة لأن الجنود يمنعونا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب.
لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خاروف يطير اسمه "حنتوش"، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما، ونخرجهما حين أهمس في أذنيه يا حنتوش يا خاروف أطلع جناحيك من تحت الصوف أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في (وادي أبو هندي) لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام.
وفي (برشلونة) قابلنا "ميسي" صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي "حنتوش" كان واقفا حارساً للمرمى، وأنا أهاجم "ميسي" وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف.
أراد "ميسي" أن يضمني أنا و"حنتوش" إلى فريق (برشلونة) لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى (أبو هندي) لأن الأغنام هناك تنتظرني فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سراً: أخبرني "ميسي" انه سيزور (وادي أبو هندي) بعد سنتين.
سنقيم مونديال 2014 في (وادي أبو هندي)، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنتبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه "ملعب حنتوش"، وسيكون الخاروف شعار المونديال.
وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في (وادي أبو هندي)، نحن جميعاً بانتظاركم.
صالحة حمدين
نشرت القصة في ملحق أشرعة التابع لجريدة الوطن العمانية/ الأحد 11نوفمبر 2012

 
 
 
في سبيل القدس
سأصبح أقوى مرة أخرى

ليست هناك تعليقات: