الأربعاء، 27 يونيو 2012

كتاب: أحلى الأساطير الإغريقية

أحلى الأساطير الإغريقية
خليل ح. تادريس


يحكي لنا هذا الكتاب عن عالم الخيال الإغريقي، حيث تعيش الآلهة مع البشر في جو من الصراعات والخوارق والمشاعر العميقة التي نسجها الإنسان القديم بمعتقداته، وسمَّها أساطيرا.
يقال أن الفضل في نشأت هذه الأساطير يعود لهوميروس الذي ظلت ملاحمه أجمل وأغرب ما في الأدب الإغريقي الخالد منذ ثلاثة آلاف سنة حتى اليوم!
هذا الخلود الساحر لا ريب كان دافعا لمؤلف الكتاب للبحث في هذه الأساطير وحكيها للقارئ العربي، ويقدمها بقوله أن هذه الأساطير اليونانية: "هي باقة من الزهور والورود قطفتها لك من بستان الكون ومن فوق قمم جبال الألمبيوس حيث يتربع كبير الآلهة زيوس على عرشه الضخم المطعم بالزبرجد والياقوت والمرجان وسائر الأحجار الكريمة. إنها مجموعة من بستان الأدب العبق تنقلك إلى دنيا الحب والعشق والغرام، تنقلك غلى عالم الخيال والأحلام.."
يبدأ الكاتب بالحديث عن نشأة الأسطورة الإغريقية وعن رأي علماء النفس في نشأتها فمنهم من جعلها رمزا للقوة النفسية والأخلاقية أو مظاهر الطبيعة كأسطورة إيزيس وأوزوريس، وبعضهم يرجعها لأحداث تاريخية شبه حقيقية تحولت لأساطير كما يتحول الأبطال الشعبيون في مخيلة الفنان القديم إلى آلهة مثل ملحمة جلجامش السومرية. ومنهم من يرى أن الأساطير وضعت لتفسير الشعائر الدينية التي يتوارثها البدائيون ولا يفهمون معناها فتخلق الأسطورة كقناع عقلي تبريري.
ثم سيحكي لنا الكتاب عن زيوس كبير الآلهة الذي قتل أباه ليستولي على الحكم، والذي اغتاظ من الإنسان فخلق له المرأة بندورا بكل صفاتها الفاتنة وأعطاها صندوقا انطلقت منه عذابات البشر من جهل وفقر ونفاق ومرض على هيئة خفافيش، انطلقت بعدها فراشات صغيرة تمثل الأمل.
ومن ثم سيسرد لنا الكاتب قصة كل آلهة، عن زيوس وزوجته هيرا، عن ابنهم هيرموس (اللص الصغير)، عن بوسيدون (إله البحر)، وحكاية الراعي الشاب باريس والتفاحة الذهبية التي تنازعت عليها أفروديت وهيرا وأثنينا، سيحكي عن هستيا شقيقة زيوس، وآريس (إله الحرب)، وعن بيجماليون الفنان الذي صنع تمثال امرأة هام بها حتى طلب من الآلهة فينوس أن تبعث فيها الحياة! ثم ينتقل للحديث عن خيانة زوجة مينوس ابن الإلاهة أروبا، ومولد المينثور الذي حبسه مينوس في دهاليز محكمة حتى قتله تازة ابن ملك أثينا.
ويسوق لنا الكاتب تفاصيل حرب طروادة وكل الشخوص التي ارتبطت بها في جو مفعم بتفاصيل الغدر والخيانة والحب والوفاء الذي عاشته أغلب آلهة الإغريق، فهناك سيبيل وسيكي وأثنه إلاهة الحرب، وناركيسوس عاشق نفسه، وبريسيس وأبولو وبرسيفوني، كلهم عاشوا معاناة قاسية تقلبت بين الحزن والرغبة في الانتقام.
استغرقت هذه الأساطير288 صفحة مزودة بصور تماثيل بعض الآلهة، حيث صدر الكتاب 2008 عن دار كتابنا للنشر بلبنان، وعنه يقول الناشر "إن الأسطورة عند شعب معين صورة صادقة تعكس عقلية هذا الشعب وتفكيره ومعتقداته، كما أنها مجمع الفضائل والقيم الإنسانية العليا. ففيها الوفاء والحب والإخلاص، وفيها الصداقة والعطاء، وفيها البذل والتضحية"
كانت هذه ومضة سريعة حول كتاب غارق بأساطير عجيبة، والأعجب أن بعضها كنا شاهدنه رسوما على شاشة التلفاز عندما كنا صغارا خاصة مغامرة أوديسيوس وبحارته مع الوحش ذو العين الواحدة (الكيكلوبس) الذي حبسهم في كهفه مع خرافه وجعل منهم وجبات طعام له، حتى استطاعوا غرس عمود مدبب في مقلته أفقدته البصر، واستطاعوا الهروب منه بالتعلق أسفل خرافه، وأكمل بعدها أوديسيوس رحلة العودة لوطنه!!


ليست هناك تعليقات: