الاثنين، 6 فبراير 2012

في حياتي كتاب: الحب في التصوف الإسلامي

الحب في التصوف الإسلامي
ابن عربي نموذجا

كانت لحظات ممتعة زاخرة بالأفكار حين اطلعت على كتاب (الحب في التصوف الإسلامي.. ابن عربي نموذجا)، إذ أنه يناقش موضوعا مطروحا بشدة في كل ما حولنا، لكنه يناقشه بعين الدارس والناقد، وليس هكذا بل عند جماعة كونوا فلسفتهم الخاصة نتاجا للعديد من الظروف المتباينة، وهو أهل التصوف، وتمثل هذا الموضوع (الحب) بجلاء عندهم حين اتخذ الدارس (يحيى محمد راضي الشقاق) ابن عربي نموذجا..
يقول المؤلف في مقدمته: "لقد حاولت الفنون إحياء الحب في النفوس ولكنها بقيت تحفة ترفيهية، وحاول الشعر الحض على إقامة دولة الحب الإنساني فكان مصيره الالتحاق بجمهورية أفلاطون، وحاولت الفلسفة تعميق رؤية الحب ولكن الفلسفة نفسها نفيت إلى أرشيف معزول مع هيمنة سياسية الفوضى الخلاقة، وهناك محاولة مختلفة من خارج الثقافة السائدة بدأت من الهوامش والزوايا تعيد ترتيب وجود آخر في خفايا أعماق الإنسان، فكان من الطبيعي أن يأتي الخطاب مستغربا خارجا على ظاهر النص في انزياح عن المألوف، وكان من الطبيعي أن يواجه بالإنكار نتيجة المماحكة المستمرة بين "نجدين" قلما ينسجمان، أحدهما يقف عند حدود الظاهر، والآخر يجنح نحو مغامرات الباطن، فكان هذا الآخر "التصوف" الذي لم يعد مجرد وجدانيات روحية، وإنما تطور إلى منهج معرفي لا يعتمد ظواهر النقل، ولا يقف عند قوانين العقل ولا يخضع لمدارك الحس.."
ونستطيع من خلال السابق التنبه لأسباب قيام هذه الدراسة التي اشتملت على ثلاثة أبواب:
حيث قدم الباب الأول الحب برؤية عامة عبر قراءة التراث والقرآن الكريم، ثم قراءة بعض الأثر الفلسفي والصوفي، في محاولة لرصد تحولات مفهوم الحب قبل ابن عربي وإبان عصره، وكذلك لأهمية هذا التمهيد في تفسير الأبواب الأخرى.
أما الباب الثاني فيتناول أساسيات الحب عند ابن عربي، من تحديد وأقسام وآثار وأوصاف، مقارنا بين الآراء.
والباب الثالث ناقش بعض القضايا الإشكالية في الحب، إذ توقف عند أهم نظرياته وتأثيرها في الحب والعلاقة بين الوجود والفناء، وأثارها في دين الحب والجمال وما يترتب على ذلك من آثار فكرية وأخلاقية.
صدر الكتاب 2009م عن دار الهادي ببيروت ضمن سلسلة رسائل أكاديمية، لصاحبه يحيى الشقاق، ويقع في357 صفحة، ويشمل في بدايته تعريفا موجزا بابن عربي.

ليست هناك تعليقات: